شهدت بطولة كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 عاماً تألقاً لافتاً للمواهب المغربية، حيث تمكن أربعة لاعبين من المنتخب المغربي من حجز مكانهم ضمن التشكيلة المثالية للبطولة، وذلك بعد المسار الاستثنائي الذي قدمه أسود الأطلس الصغار بوصولهم إلى المباراة النهائية قبل أن يخسروا أمام منتخب جنوب إفريقيا بهدف نظيف.
وضمت القائمة المثالية للبطولة الرباعي المغربي المميز الذي ترك بصمة واضحة في المنافسة، وهم حسام الصادق الذي أبدع في خط الوسط بمهاراته العالية وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، إضافة إلى فؤاد الزهواني وحمزة كوتون اللذين قدما أداءً دفاعياً صلباً طوال مراحل البطولة، فيما كان عثمان ماعما، الحربة الهجومية الخطيرة التي أرهقت دفاعات المنتخبات المنافسة.
ويعتبر هذا الإنجاز تتويجاً لجهود المواهب المغربية الشابة ومستوياتهم المميزة التي ظهروا بها، والتي ساهمت بشكل كبير في قيادة المنتخب المغربي إلى نهائي البطولة الإفريقية، وهو إنجاز تاريخي بالنظر إلى غياب المغرب عن هذا الدور النهائي منذ 28 عاماً.
ويعكس تواجد أربعة لاعبين مغاربة في التشكيلة المثالية النهضة الكروية التي تشهدها كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة، خصوصاً على مستوى الفئات العمرية، وهو ما يبشر بمستقبل واعد للكرة المغربية التي تعتمد استراتيجية واضحة في تكوين المواهب وصقلها لتكون رافداً أساسياً للمنتخب الوطني الأول في المستقبل القريب.
وبالرغم من الخسارة في النهائي، إلا أن المستوى الفني العالي الذي قدمه المنتخب المغربي تحت 20 عاماً يؤكد على نجاح المنظومة التكوينية للجامعة المغربية لكرة القدم والتي بدأت تؤتي ثمارها على كافة المستويات و مع استمرار ظهور مواهب شابة قادرة على تمثيل المغرب خير تمثيل في المحافل القارية والدولية.
وتبقى هذه التجربة محطة مهمة في مسيرة هؤلاء اللاعبين الشباب الذين اكتسبوا خبرة كبيرة من خلال المشاركة في هذه البطولة القارية، والتي ستكون بلا شك خطوة مهمة نحو الاحتراف ودخول عالم كرة القدم من أوسع أبوابه، خصوصاً مع الإشادة الواسعة التي حظوا بها من قبل المتتبعين والمختصين.