في مباراة نصف نهائي خالفت كل التوقعات من حيث السيطرة والهيمنة، قدّم المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة درسًا كرويًا على أرض مصر، حين تفوق بشكل كاسح على نظيره المصري، ليحجز بطاقة العبور إلى نهائي كأس إفريقيا للشباب، بعد فوز مستحق حُسم بهدف نظيف جاء في الدقيقة 77 من توقيع النجم جونز العبدلاوي.
منذ الدقائق الأولى، فرض أشبال الأطلس إيقاعهم على المواجهة، حيث بلغت نسبة الاستحواذ المغربي قرابة 85%، في مؤشر واضح على التفوق الفني والتكتيكي. وبأسلوب لعب جماعي منظم وتمريرات قصيرة دقيقة، أحكم المغاربة قبضتهم على وسط الميدان وخلقوا العديد من الفرص الخطيرة.
لكن رغم هذا الزخم الهجومي، تأخر الهدف حتى الدقيقة 77، حين نجح اللاعب رقم 17، جونز العبدلاوي، في فك شفرة الدفاع المصري بعد سلسلة تمريرات جميلة أنهاها بتسديدة متقنة هزّت الشباك وأشعلت فرحة الجماهير المغربية.
هذا التأهل لم يكن مجرد فوز عادي، بل كان تجسيدًا لتفوق كروي شامل، يعكس العمل الكبير الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تطوير القاعدة وتكوين جيل جديد من المواهب الواعدة.
وسيلتقي المنتخب المغربي في النهائي مع نظيره الجنوب إفريقي، الذي تأهل بدوره بعد تغلبه على نيجيريا في نصف النهائي الآخر. وتمتاز كتيبة “البافانا بافانا” بأسلوب لعب يعتمد على السرعة والهجمات المرتدة، ما ينبئ بنهائي قوي ومثير بين مدرستين كرويتين مختلفتين.
الطموح الآن أكبر من أي وقت مضى: التتويج بالكأس الإفريقية وإضافة لقب جديد إلى سجل الكرة المغربية الصاعد بقوة في مختلف الفئات.