بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط، حفل استقبال على شرف المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، المتوَّج بكأس العالم التي احتضنها الشيلي. وقد حظي “أشبال الأطلس” باستقبال رسمي تقدّمه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، والناخب الوطني محمد وهبي وأعضاء الطاقم التقني، قبل أخذ الصورة التذكارية وإقامة حفل شاي على شرف الأبطال.
هذا الاستقبال يجسّد العناية المولوية الدائمة بالشباب والرياضة، ويؤكد المكانة المحورية لكرة القدم في سياسة التكوين الوطنية. وجاء اللقب العالمي—الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية والعربية لفئة أقل من 20 سنة—نتاج مسار استثنائي: سبع مباريات، ستة انتصارات وهزيمة وحيدة (0-1 أمام المكسيك في دور المجموعات)، مع حصيلة هجومية بلغت 12 هدفًا (بمعدل 1.7 في المباراة) ودفاع صلب استقبل 5 أهداف فقط (0.71 في المباراة). وأبان المنتخب عن رباطة جأش في المنعطفات الكبرى، خصوصًا في نصف النهائي أمام فرنسا حين تأهّل بركلات الترجيح، قبل أن يحسم النهائي أمام الأرجنتين بنتيجة (2-0) يوم الأحد 19 أكتوبر 2025.
ولا يقف الإنجاز عند حدّ الذهب المعلّق على صدور اللاعبين، بل يعكس رؤية ملكية استباقية للنهوض بالتكوين ومواءمته لأرقى المعايير الدولية، في طليعتها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تحوّلت إلى مصنع للمواهب. وفي رسالة تهنئة ملكية، نوّه جلالته بالأداء الذي “شرّف المملكة والقارة الإفريقية”، مؤكّدًا قيم الانضباط والعمل وروح الفريق.
الفرحة عمّت العاصمة؛ آلاف الأنصار خرجوا إلى الشوارع يحملون الأعلام الحمراء ويهتفون للشباب المتألّقين على متن حافلة بانورامية بألوان العلم الوطني. وجاب الموكب الشوارع الرئيسية من باب السفراء إلى شارع محمد الخامس وسط زغاريد وألعاب نارية وشعارات وطنية. وحيّا نجوم البطولة—ومنهم ياسين جيسيم، عثمان معمة، وياسر زبيري—الجماهير المحتشدة على طول المسار. وقال الناخب محمد وهبي إن المجموعة “استثنائية”، وقد “رفعت الراية بجرأة وانضباط وشغف”، موجّهًا الشكر للدعم اللامشروط من الجماهير والعائلات.
يفتح هذا التتويج صفحة ذهبية جديدة للكرة المغربية، ويعزّز دينامية المنتخب الأول، ويكرّس مسارًا قاعديًا في التكوين بات اليوم مرجعًا قارّيًا. كما يمنح الجيل الصاعد ثقة مضاعفة قبل الاستحقاقات المقبلة، ويؤكد أن الاستثمار في القاعدة هو أقصر الطرق نحو القمم.