ودعت الساحة الفنية المغربية، صباح يوم الجمعة، الفنان والممثل والمخرج المسرحي محمد الشوبي، ابن مدينة مراكش، بعد صراع طويل ومرير مع المرض لم ينفع معه علاج، حيث لم تكن هناك من فرصة للنجاة سوى عملية زرع معقدة تعذرت بسبب تدهور حالته الصحية وضعف أعضائه الحيوية.
برحيله، يطوى فصل من فصول المسرح المغربي الذي فقد أحد أبرز وجوهه وأكثرهم تنوعاً وتفرداً في الأداء والإبداع. لم يكن محمد الشوبي مجرد فنان عابر، بل كان صاحب حضور قوي وشخصية مستقلة وأداء مميز جعل منه مرجعاً في الأدوار الصعبة والمركبة، دون أن يحصر نفسه في نمط واحد، بل ظل يتنقل بين الأشكال التعبيرية بتلقائية وقدرة فنية استثنائية.
انطلقت مسيرته الفنية منذ مراهقته، في سبعينيات القرن الماضي، من خلال فرقة مسرحية للهواة بمدينة مراكش، محتفظاً بلكنته المراكشية الأصيلة حتى آخر يوم في حياته، قبل أن يشق طريقه نحو الرباط ويلتحق بـالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC)، هذا الصرح الذي تخرج منه عدد كبير من نجوم الساحة الفنية الوطنية.
بعد تخرجه، انخرط في العمل المسرحي الاحترافي، بداية كممثل ثم كمخرج ومؤلف، حيث وقع أعمالاً خالدة وشارك في تجارب مسرحية وتلفزيونية وسينمائية متنوعة، كانت في الغالب شاقة وقاسية، لكنها تركت أثراً لا يُمحى في ذاكرة الجمهور المغربي.
وداعاً يا محمد الشوبي، رحلت عن الخشبة وأضوائها وهمومها، لكنك تركت وراءك بصمة لا تمحى، وذكرى طيبة ستعيش طويلاً في قلوب محبيك وزملائك.
Que Dieu ait son âme et l’accepte dans sa miséricorde
Votre article ne fait pas l’unanimité