تشهد الكرة السعودية منعطفاً مهماً مع قرار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عدم تجديد تعاقده مع نادي النصر، منهياً بذلك فصلاً استمر لموسم ونصف تقريباً. هذا القرار جاء بعد فترة مليئة بالتحديات لم تحقق الطموحات المرجوة من وجود أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ.
خلال مسيرته مع “العالمي”، تمكن رونالدو من إحراز لقب واحد فقط وهو كأس الملك سلمان للأندية العربية، وهو إنجاز متواضع مقارنة بالتوقعات الكبيرة التي رافقت قدومه إلى الرياض في يناير 2023. رغم تألقه الفردي وتصدره قائمة هدافي الدوري بـ25 هدفاً في الموسم الأخير، إلا أن النتائج الجماعية لم ترق إلى المستوى المطلوب.
تؤكد المصادر الإعلامية أن الإعلان الرسمي عن الانفصال سيتم خلال مؤتمر صحفي، حيث فشلت المفاوضات الأخيرة حول تمديد العقد الذي ينتهي مع نهاية الموسم الحالي. عوامل متعددة ساهمت في هذا القرار، منها الإحباط من عدم تحقيق البطولات المحلية والقارية، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية المستقبلية للنادي.
تراجع مستوى الصفقات والضغوط الجماهيرية المتزايدة شكلت عوامل إضافية دفعت النجم البرتغالي نحو اتخاذ قرار المغادرة. خسارة النصر أمام الفتح وفشل الفريق في التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.
رغم هذا القرار، تشهد الساحة السعودية محاولات حثيثة للاحتفاظ برونالدو في الدوري المحلي من خلال عروض من أندية أخرى. صندوق الاستثمارات العامة السعودي يقود مفاوضات معقدة تتضمن خيارات متنوعة، أبرزها الانضمام إلى الهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية أو الانتقال إلى أهلي جدة بطل دوري أبطال آسيا.
في الوقت نفسه، تتزايد الاهتمامات الدولية بخدمات رونالدو، حيث تشير التقارير إلى وجود اتصالات من أندية مشاركة في كأس العالم للأندية 2025 الذي سيُقام في الولايات المتحدة. فرق من البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة تسعى لضم النجم البرتغالي، مما يفتح أمامه خيارات متعددة للمرحلة القادمة.
يبدو أن رغبة رونالدو في خوض كأس العالم للأندية تشكل عاملاً مؤثراً في قراره، حيث يسعى لترك بصمة أخيرة على المستوى العالمي قبل التفكير في الاعتزال. هذا الطموح قد يكون الدافع الحقيقي وراء بحثه عن تحدٍ جديد خارج الدوري السعودي، رغم النجاح الفردي الذي حققه بتسجيل 60 هدفاً في موسمين متتاليين.