تعرضت النيجر لمأساة إنسانية جديدة تضاف إلى سلسلة الأعمال الإرهابية التي تشهدها المنطقة، حيث راح ضحيتها 20 مدنيا بريئا في هجوم وحشي نفذته عصابات مسلحة قرب منطقة كومابانغو المنجمية في غرب البلاد. هذه الجريمة البشعة وقعت يوم الخميس وكشفت مصادر محلية عن تفاصيلها المروعة يوم السبت.
الضحايا كانوا في طريق عودتهم من السوق الأسبوعي في بلدة مهنّا عندما تعرضت شاحنتهم لكمين محكم نصبته هذه الجماعات الإجرامية. شهادات شهود العيان تكشف عن وحشية الهجوم، حيث أُجبر الركاب على النزول من المركبة قبل أن يتم إعدام 19 رجلا بالرصاص إلى جانب السائق بدم بارد.
المشهد المروع لم يتوقف عند القتل فحسب، بل امتد إلى إحراق الشاحنة بالكامل، مما يعكس الطبيعة الإجرامية والإرهابية لهذا العمل الشنيع. هذا التصرف الهمجي يهدف إلى بث الرعب في نفوس المدنيين وتدمير وسائل النقل الحيوية للمجتمعات المحلية.
وسط هذه المأساة المؤلمة، تمكنت امرأتان من النجاة من الموت المحقق، كما استطاع شخصان آخران الفرار من مسرح الجريمة. هؤلاء الناجون يحملون في ذاكرتهم مشاهد مرعبة ستبقى محفورة في أذهانهم مدى الحياة، وشهاداتهم ستكون مفتاحا مهما لفهم تفاصيل هذا الهجوم الإرهابي.
حسن تورو، أحد سكان مدينة تيلابيري، وصف الحادث بكلمات مؤثرة قال فيها إن “الإرهابيين ذبحوا تسعة عشر راكبا مثل الماشية، ولم يبق على قيد الحياة سوى امرأتين”. هذا الوصف المفجع يلخص حجم الوحشية التي تتعامل بها هذه الجماعات الإرهابية مع المدنيين الأبرياء.
موقع “نيجر سكوب” الإخباري المحلي أكد أن عدد القتلى وصل إلى حوالي عشرين شخصا، مما يجعل هذا الهجوم واحدا من أكثر الاعتداءات دموية في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
المنطقة التي شهدت هذه المجزرة الدموية تقع في تيلابيري، وهي منطقة استراتيجية متاخمة لكل من مالي وبوركينا فاسو. هذه المنطقة المعروفة باسم “المثلث الحدودي” تشهد نشاطا مكثفا للجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية منذ ما يقارب العقد من الزمن.
الموقع الجغرافي الحساس لهذه المنطقة يجعلها ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية التي تستغل الحدود المسامية بين الدول الثلاث للتنقل بحرية وتنفيذ عملياتها الإجرامية. هذا الوضع يتطلب تنسيقا أمنيا إقليميا فعالا لمواجهة هذا التهديد المشترك.
السلطات العسكرية الحاكمة في نيامي، والتي تسيطر على البلاد منذ الانقلاب الذي حدث قبل عامين، لم تصدر أي تعليق رسمي حول هذه الجريمة حتى الآن.