انطلقت يوم الاثنين التاسع من يونيو الجاري بعثة اقتصادية مهمة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى العاصمة الكورية سيول، بهدف تعزيز الروابط التجارية بين البلدين واكتشاف آفاق جديدة للشراكة والاستثمار المشترك.
ضم الوفد الذي يترأسه شكيب العلج رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ممثلين عن شركات متنوعة تعمل في مجالات حيوية مختلفة. شملت هذه القطاعات صناعة السيارات والبلاستيك والصناعات الكيميائية وشبه الكيميائية، إضافة إلى الصناعات الغذائية والثقيلة وصناعات الأدوية والتعدين والطاقات المتجددة والتكنولوجيات المتطورة.
افتتح البرنامج بزيارة إلى المنطقة الاقتصادية الحرة في إنتشون، حيث حضر شفيق رشادي سفير المملكة المغربية لدى جمهورية كوريا هذا اللقاء المهم. استقبل وونسوك يون المشرف على المنطقة الاقتصادية الحرة الوفد المغربي وقدم له شرحا مفصلا عن النظام الديناميكي لهذه المنطقة الاستراتيجية.
تضم المنطقة الاقتصادية الحرة في إنتشون حاليا أكثر من ثلاثمائة شركة أجنبية تنشط في مختلف المجالات، خاصة الصناعات التحويلية والبحث والتطوير. هذا التنوع في الأنشطة الاقتصادية يعكس جاذبية المنطقة للاستثمارات الدولية ويقدم نموذجا مثيرا للاهتمام للمستثمرين المغاربة.
شكل اكتشاف مركز العمليات المندمج للمدينة الذكية أحد أبرز محطات هذه الزيارة الاستطلاعية. هذه المنصة المركزية التي تعمل منذ عام ألفين واثني عشر تنسق الخدمات الحضرية الأساسية في الوقت الفعلي، بما في ذلك إدارة حركة المرور والتدخلات الطارئة والمراقبة البيئية وصيانة البنية التحتية.
في إطار استكشاف الخبرات الكورية في مجال الابتكار التكنولوجي، زار الوفد المغربي متحف سامسونغ للابتكار في مدينة سوون القريبة من سيول. مكنت هذه الزيارة المشاركين من الاطلاع على مسيرة الابتكارات الرائدة لهذه الشركة الكورية العملاقة، منذ بداياتها في الأجهزة الكهربائية البسيطة وصولا إلى حلولها التكنولوجية الأكثر تطورا في العصر الحديث.
تأتي هذه المهمة الاقتصادية في سياق سعي المغرب لتنويع شراكاته الدولية والاستفادة من التجارب الناجحة للاقتصادات الآسيوية المتقدمة. كوريا الجنوبية التي حققت نهضة اقتصادية مذهلة خلال العقود الماضية تقدم نموذجا ملهما للدول الساعية للتطوير والنمو.
الفرص المتاحة للتعاون بين الشركات المغربية والكورية واعدة في العديد من المجالات، خاصة مع توجه المغرب نحو التحول الرقمي والطاقات المتجددة والصناعات المتطورة. هذا التبادل التجاري والتقني يمكن أن يساهم في نقل الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة إلى المغرب مع فتح أسواق جديدة للمنتجات المغربية في السوق الآسيوية.