شهدت الأيام الأخيرة تطورًا لافتًا في مسار المدافع الشاب آدم لتلات، بانضمامه إلى معسكر المنتخب الجزائري لأقل من 20 سنة. هذه الخطوة أثارت نقاشًا واسعًا، لا سيما وأن لتلات، الذي يحمل جنسية جزائرية من جهة الأب، كان قد مثل سابقًا المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة. يأتي استدعاء المنتخب الجزائري له في إطار استعداداته الجارية لمعسكر تدريبي مكثف بمدينة عنابة الأسبوع المقبل، والذي سيشهد لقاء وديًا هامًا ضد منتخب تونس للشبان.
لم يكن مسار لتلات مع المنتخبات الوطنية خاليًا من التقلبات. فقبل انضمامه للمنتخب المغربي لأقل من 17 سنة بقيادة المدرب سعيد شيبا، والذي حقق معه إنجازًا مميزًا بالفوز بميدالية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كان اللاعب قد تلقى دعوة سابقة من المنتخب الجزائري لذات الفئة السنية، لكنه فضل حينها الالتحاق بـ”أشبال الأطلس” لخوض دوري دولي في تركيا كتحضير لكأس إفريقيا.
مع ذلك، لم يتم استدعاء لتلات للمشاركة في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وذلك في ظل وجود لاعبين بارزين في مركزه كـمنصف الزكري (الفريق الأول لميشلين البلجيكي) وإلياس العرباوي (فريق تحت 19 سنة لأتلتيك بيلباو). ومع ازدياد صعوبة تأمين مكانه في تشكيلة المنتخب المغربي، خصوصًا مع وفرة المواهب في مركز الظهير الأيسر ضمن الفئات السنية المختلفة وفي أندية عالمية مثل بايرن ميونيخ، بوروسيا دورتموند، برشلونة، ريال مدريد، وأندرلخت، أصبح مستقبل لتلات مع المغرب غير مشجع.
لذلك، فإن قبول اللاعب، المولود عام 2008 والذي يمارس حاليًا في فئة U18 بنادي ويست بروميتش الإنجليزي، دعوة المنتخب الجزائري لمواليد 2007، يعتبر أمرًا منطقيًا وبديهيًا. الحديث عن “خطف” الجزائر للاعب من المغرب أو “خسارة” المغرب له، لا يعدو كونه مجرد ضجة لا تستند إلى أساس قوي في سياق يبرز فيه اللاعبون الشباب خيارات متعددة لتطوير مسيراتهم الكروية.