في سياق دولي متوتر تكثر فيه التلاعبات الإعلامية، تثير قضية المحلل السياسي والكاتب أمين أيوب جدلاً واسعاً. فقد وجد نفسه خلال رحلة عابرة في كوبا في قلب حادث مثير للقلق: اعتقال واستجواب طويل، واحتجاز دام أكثر من 30 ساعة في ظروف وصفها بـ “غير إنسانية”، قبل أن يُطرد قسراً دون أي تفسير رسمي. تجربة شخصية تحولت بسرعة إلى مادة للتوظيف الإعلامي، حيث سارع بعض المنابر إلى نعته بـ”الصحفي الجاسوس”. في هذه المقابلة الحصرية مع Actu-Maroc.com، يروي أيوب تفاصيل ما جرى ويقدم تحليله لأبعاد هذه القضية.
“جاسوس صحفي”.. تهمة ملفقة
يقول أيوب في حواره الحصري مع Actu-Maroc:
“لست صحفيًا محترفًا رغم أنني أنشر مقالات في صحف إسرائيلية وأمريكية. مهنتي هي التحليل السياسي والاستشارات الاستراتيجية. وصفي بـ’الصحفي الجاسوس’ تهمة باطلة وظالمة. أنا لا أعمل لصالح أي جهاز، بل أكتب وأحلل وأسعى للمساهمة في النقاش الفكري”.
ويضيف أن مواقفه الجريئة وانتقاداته “قد تُزعج بعض الأنظمة أو وسائل الإعلام”، لكن ذلك لا يبرر تحويله إلى “عدو افتراضي” أو إلصاق نوايا لم تصدر عنه قط.
تجربة صادمة في هافانا
يروي أيوب تفاصيل توقيفه قائلاً:
“عند وصولي إلى مطار هافانا، تم توقيفي مباشرة، وخضعت لاستجواب دام خمس ساعات بسبب أختام إسرائيلية على جواز سفري. صودرت هاتفي ومنعت من السفر إلى جزر الباهاماس. وبعد ثلاثة أيام، حين حاولت متابعة رحلتي، أعيد اعتقالي ووضعت في غرفة خالية إلا من كراسٍ معدنية. بقيت محتجزًا 31 ساعة بلا ماء ولا طعام، وتحت مراقبة دائمة حتى في الذهاب إلى الحمام”.
ويتابع: “ألغوا تذكرتي الأصلية ورحّلوني قسرًا نحو باريس يوم 9 غشت، بحراسة مشددة. لقد كان الأمر مرهقًا بدنيًا ونفسيًا، وما زلت أجهل السبب الحقيقي وراء هذا التعامل”.
الإعلام الجزائري يدخل على الخط
عن استغلال الإعلام الجزائري لهذه القضية، يوضح أيوب:
“ليس مستغربًا أن تُستخدم هذه الحادثة لإلصاق تهمة ’الجاسوسية’ بي. فذلك يدخل ضمن حملة ممنهجة قديمة تستهدف المغرب وكل ما يرتبط به. القضية لم تُعالج بموضوعية، بل حُولت إلى مادة سياسية للنيل من صورة بلدي”.
ويؤكد أنه يرد على هذه الدعاية بـ”التمسك بالحقائق”، مضيفًا أن “المناورات الإعلامية سرعان ما تنقلب على أصحابها”.
خطوات للتصعيد الحقوقي
بعد عودته، تواصل أيوب مع منظمات حقوقية دولية، منها Middle East Forum، للتنديد بما وصفه بـ”المعاملة التعسفية واللاإنسانية”. ويرى أن القضية “تتجاوز البعد الشخصي لتصبح قضية مبدئية مرتبطة بحرية التنقل واحترام الكرامة الإنسانية”.
قراءة أبعد من التجربة
بالنسبة لأيوب، ما عاشه يكشف عن الوجه الخفي للسلطات الكوبية:
“رغم اتفاق 2014 بين أوباما وراؤول كاسترو، والذي اعتُبر منعطفاً تاريخياً، إلا أن الواقع أثبت أن كوبا ما زالت تلجأ إلى أساليب السيطرة والقمع.”