يشهد إنتاج المغرب من الماندرين اتجاهاً تصاعدياً ملحوظاً هذا الموسم. فوفقاً للبيانات التي نشرتها منصة “إيست فروت” المتخصصة، استناداً إلى التقرير السنوي لوزارة الزراعة الأمريكية، من المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج حوالي 1.1 مليون طن، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16 بالمائة مقارنة بالموسم السابق.
شهدت صادرات الماندرين المغربية “انتعاشاً قوياً” في السنوات الأخيرة، بعد التراجع الكبير الذي سجلته عام 2022. فخلال الفترة الممتدة من يوليوز 2023 إلى فبراير 2024، صدّر المغرب ما يقارب 436 ألف طن من هذه الفاكهة، بقيمة وصلت إلى 369 مليون دولار. وتعكس هذه الأرقام نمواً بنسبة 13.3 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من موسم 2022/2023. وتشير التوقعات إلى احتمالية تجاوز صادرات المملكة 500 طن خلال هذا الموسم.
تعتبر روسيا والولايات المتحدة وكندا الوجهات الرئيسية لصادرات الماندرين المغربي، حيث تمثل مجتمعة نصف صادرات المملكة من هذه الفاكهة. وقد استوردت موسكو أكثر من 88 طناً هذا الموسم، بزيادة قدرها 11.6 بالمائة عن الموسم السابق. في حين عززت كندا وارداتها بنسبة 8 بالمائة لتصل إلى 65 طناً. كما تواصل الأسواق الأوروبية التقليدية مثل المملكة المتحدة وهولندا وفرنسا زيادة حجم وارداتها.
يعمل المغرب بنشاط على تنويع أسواقه التصديرية، مما أدى إلى زيادة عدد البلدان المستوردة من 58 إلى 61 بلداً في الموسم الحالي. وتُظهر الأسواق الناشئة مثل ألمانيا وجنوب إفريقيا وليتوانيا وغينيا والبرازيل وبلجيكا اهتماماً متزايداً بالحمضيات المغربية.
رغم هذه التطورات المشجعة، يواجه قطاع الحمضيات المغربي تحديات متنوعة. فالمنافسة الشديدة من المصدرين الرئيسيين مثل إسبانيا وتركيا تتطلب تحسينات مستمرة في الجودة والخدمات اللوجستية. كما تشكل التغيرات المناخية تهديداً للمحاصيل المستقبلية، مما يبرز أهمية الاستثمار في الممارسات والتقنيات الزراعية المستدامة لضمان القدرة على الصمود على المدى الطويل.
أدت موجات الجفاف الشديدة والظروف الجوية القاسية بين عامي 2022 و2023 إلى انخفاض كبير في المحاصيل، مما تسبب في تراجع ملحوظ في حجم صادرات الماندرين المغربي خلال تلك الفترة.