أعلن وزير الزراعة الياباني تاكو إيتو تقديم استقالته رسمياً على خلفية تصريحاته غير اللائقة المتعلقة بالأرز، والتي أثارت موجة غضب عارمة في الأوساط الشعبية اليابانية. وأكد إيتو أن رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا قد وافق على قبول هذه الاستقالة بعد تردد أولي.
وكان إيشيبا قد صرح في البداية برفضه إقالة وزير الزراعة بسبب هذه التصريحات المثيرة للجدل، غير أنه عاد وتراجع عن موقفه لاحقاً تحت وطأة الضغوط المتزايدة من المعارضة وغضب الرأي العام الياباني.
وتعود تفاصيل الأزمة إلى الأيام القليلة الماضية، حين اعترف إيتو أمام وسائل الإعلام أنه لم يضطر أبداً لشراء الأرز بنفسه نظراً لاعتماده الكامل على الهدايا التي يتلقاها من مؤيديه السياسيين. وقد أثار هذا التصريح استياءً واسعاً في المجتمع الياباني، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يعاني فيها المستهلكون من نقص حاد في إمدادات الأرز مع ارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق.
وعقب الضجة الإعلامية الكبيرة، سارع إيتو إلى تقديم اعتذار رسمي للشعب الياباني، لكن يبدو أن خطوته جاءت متأخرة ولم تكن كافية لتهدئة الأوضاع، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليابانية كانت قد اتخذت عدة إجراءات للتخفيف من حدة أزمة الأرز، حيث قامت بطرح نحو 300 ألف طن من المخزون الاستراتيجي للأرز خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس وأبريل الماضيين، في محاولة منها لكبح جماح الارتفاع المتواصل في أسعار هذه السلعة الأساسية على المائدة اليابانية.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة كيودو اليابانية عن بيانات رسمية صادرة عن وزارة الزراعة، أن إجمالي كميات الأرز التي تمكن كبار الموزعين في البلاد من الحصول عليها حتى نهاية يناير الماضي قد انخفضت بمقدار 230 ألف طن مقارنة بالعام السابق، وذلك على الرغم من الزيادة المسجلة في حجم المحصول.
وتأتي استقالة إيتو لتضيف تحدياً جديداً أمام حكومة إيشيبا التي تواجه بالفعل سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، مما يضع علامات استفهام حول قدرتها على التعامل مع الملفات الاقتصادية الحساسة في المرحلة المقبلة.