ألقت قوات الأمن بمدينة مراكش القبض على مواطن جزائري في الثلاثينات من عمره، يقيم بشكل غير قانوني في المغرب منذ عامين. تم توقيف الرجل في ممر البرنس، وبحوزته لوحتان من راتنج الحشيش (الشيرة)، كان ينوي بيعها على ما يبدو. وخلال تفتيش منزله الواقع في حي سيدي يوسف بن علي وسط المدينة القديمة، لم يتم العثور على كميات أخرى من المخدرات، لكن السلطات صادرت مبلغًا ماليًا كبيرًا يُعتقد أنه ناتج عن أنشطته غير المشروعة. وقد تم نقل المشتبه به إلى ولاية أمن مراكش للتحقيق المتعمق، قبل عرضه على النيابة العامة.
تأتي هذه العملية بعد يوم واحد من توقيف شخصية بارزة أخرى في المدينة نفسها، وهو الناشط السياسي الجزائري رشيد نكاز، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية الجزائرية. أُوقف نكاز في مراكش بسبب تصريحات اعتُبرت استفزازية تهدف إلى نشر الفوضى، وهو معروف بتاريخه النضالي الملتهب في الجزائر، حيث برز خلال انتخابات 2019، إذ نجح في استقطاب جزء من الرأي العام قبل أن تصطدم طموحاته بعقبات إدارية وسياسية أدت إلى سجنه لمدة عام. نكاز شخصية مثيرة للجدل، اشتهر بخروجاته الإعلامية الجريئة التي كان يصيغها بعناية لجذب انتباه الجزائريين، حتى لو تطلب ذلك إنفاق ثروته الشخصية أو اختلاق قصص غريبة لتعزيز شهرته. من بين أبرز مواقفه، دفع غرامات النساء اللواتي يرتدين النقاب في أوروبا، وتنظيم أنشطة رمزية لانتقاد النظام الجزائري. إقامته القصيرة في مراكش، التي طُبعت بهذا الاعتقال، لا تزال تثير تساؤلات حول دوافعه وأهدافه في المنطقة.
وبناءً على تعليمات النيابة العامة المختصة، تقرر الإفراج عن رشيد نكاز في انتظار ترحيله من المغرب في أقرب وقت ممكن. هذا القرار ينهي، مؤقتًا، احتجازه في مراكش، لكنه لا يضع حدًا للنقاشات حول أنشطته. في الوقت نفسه، أعادت هذه القضية إشعال التوترات، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء. فقد أطلقت عدة جهات ومنظمات مدنية منخرطة في هذا الملف نداءات عاجلة تطالب بمحاكمة هذا الناشط الجزائري ومحاسبته على هجماته المتكررة ضد المغرب ومواطنيه. وترى هذه الأصوات أن تصريحاته وأفعاله تشكل استفزازًا في سياق جيوسياسي متوتر بالفعل، مما يترك المجال مفتوحًا لتساؤلات حول تطورات هذه القضية العابرة للحدود.