تحوّل اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب مساء الاثنين إلى لحظة وطنية بامتياز، بعدما وقف النواب لتحية فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عقب التتويج التاريخي لـ أشبال الأطلس لأقل من 20 سنة بكأس العالم في تشيلي. وقد تخللت الجلسة تصفيقات حارة عبّرت عن فخر البرلمان بالإنجاز الرياضي الوطني.
وفي كلمته، ربط لقجع هذا النجاح الرياضي بـ رؤية وطنية واضحة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن هذا التتويج ليس سوى محطة ضمن مسار مستمر يجعل من كرة القدم المغربية نموذجاً في التكوين والاحتراف. وأشار إلى الدور المحوري لـ أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي خرّجت أبطال مونديال قطر وساهمت في صناعة هذا المجد الجديد بتشيلي، مبرزاً أنها تمثل نموذجاً سيتم تعميمه عبر مختلف مناطق المملكة لتكوين أجيال جديدة من الأبطال.
وأوضح الوزير أن الهدف هو ترسيخ ثقافة الفوز لدى الشباب المغربي، مع تحقيق نتائج «ثابتة ومتكررة» في جميع الفئات السنية، مشيراً إلى أن المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة سيشارك في مونديال قطر المقبل لمواصلة هذا النهج. كما أثنى على الأطر المغربية التي تقود جميع المنتخبات بروح وطنية عالية، مؤكداً أن المدربين المغاربة «تكوّنوا داخل وطنهم ويعملون بإخلاص لخدمة راية البلاد».
وفي الشق الاقتصادي من تدخله، أكد لقجع أن الاقتصاد المغربي يعرف تحسناً ملموساً، وأن الحكومة تمكنت من الحفاظ على التوازنات الماكرو-اقتصادية رغم الظرفية الدولية الصعبة. وأبرز أن نسبة النمو ستبلغ 4.6% سنة 2025 بعد أن سجلت 3.8% سنة 2024، بفضل انتعاش الأنشطة غير الفلاحية ومواصلة الإصلاحات الهيكلية. وشدد على أن هذه الدينامية تكرّس صورة الدولة المستثمرة التي تعيد توجيه أولوياتها دون المساس بالاستقرار المالي. كما أكد أن الجهود الميزانياتية ستواكب المشاريع الاجتماعية والاستثمارات الإنتاجية، في إطار رؤية توازن بين النمو والتنمية المستدامة.
واختتم لقجع كلمته برسالة تفاؤل حذر، داعياً إلى تعزيز مسار الإصلاحات لضمان نمو متواصل واستقرار مالي دائم، بما يكرّس صورة المغرب كدولة ناجحة رياضياً واقتصادياً، مهيكلة وفخورة بإنجازاتها.