في خطوة لافتة ضمن الحركة الانتقالية الأخيرة التي أجرتها وزارة الداخلية، تم تعيين حورية بلصيق، التي كانت تشغل منصب باشا مدينة أصيلة، عاملة على عمالة مقاطعة الحي الحسني بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. هذه الترقية لم تأتِ من فراغ، بل تتويجًا لمسار مهني مميز وحافل بالعطاء في الإدارة الترابية المغربية، ولسنوات من الخدمة الميدانية والانضباط والتفاني.
برز اسم حورية بلصيق بشكل خاص خلال فترة جائحة كوفيد-19، عندما كانت قائدة بقيادة اعزيب الدرعي بإقليم آسفي. في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد، أصبحت حورية وجهًا مألوفًا للمواطنين والإعلام، بفضل تواجدها اليومي الميداني وسهرها على تطبيق التدابير الصحية الصارمة، لا سيما خلال فترات الحجر الصحي التي كانت تفرض على المواطنين البقاء بمنازلهم.
قادت حورية حملات توعية وتحسيس استثنائية شملت الأحياء الشعبية، وكانت صارمة ولكن إنسانية في تعاملها مع المواطنين، الشيء الذي جعلها تحظى باحترام واسع، ليس فقط من طرف ساكنة المنطقة، بل من مختلف شرائح المجتمع المغربي، حيث أصبحت رمزًا للمرأة المغربية العاملة في الصفوف الأمامية.
ويُعد تعيينها على رأس عمالة مقاطعة الحي الحسني، أحد أبرز وأكبر المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية، تتويجًا لمسار متصاعد داخل هرم الإدارة الترابية. ويُنظر لهذا التعيين أيضًا على أنه رسالة واضحة من وزارة الداخلية مفادها أن الكفاءة والجدية والانخراط الميداني لا تمرّ دون تقدير.
وبذلك تنضم حورية بلصيق إلى قائمة النساء المغربيات اللواتي يشغلن مناصب عليا في الإدارة الترابية، في وقت تشهد فيه المملكة المغربية تحولات مهمة نحو تعزيز الحضور النسائي في مراكز القرار.