في خطوة دبلوماسية تعكس عودة الدفء إلى العلاقات المغربية السورية، حلّت بعثة تقنية تابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بالعاصمة دمشق، وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بسوريا، بعد إغلاق دام أكثر من عقد من الزمن منذ سنة 2012.
وشرعت البعثة المغربية في إجراء محادثات معمقة مع كبار مسؤولي وزارة الخارجية والمغتربين السورية، شملت الترتيبات اللوجيستية والقانونية والدبلوماسية المرتبطة بإعادة افتتاح المقر الدبلوماسي المغربي، في أفق استئناف العمل الدبلوماسي بشكل رسمي في قادم الأيام.
إعلان ملكي من بغداد يحيي العلاقات بين الرباط ودمشق
تأتي هذه المبادرة في أعقاب الخطاب الملكي التاريخي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 17 ماي 2024 خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين ببغداد، والذي أعلن فيه عن قرار إعادة فتح السفارة المغربية بدمشق، معتبراً أن هذه الخطوة ستُسهم في فتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين وتعزيز العمل العربي المشترك.
إغلاق مكتب البوليساريو بدمشق: موقف سوري داعم لوحدة المغرب الترابية
وفي خطوة بالغة الدلالة، قامت بعثة مغربية – سورية مشتركة بمعاينة الإغلاق الكامل لمكتب جبهة البوليساريو الانفصالية بدمشق، وهو ما يشكل رسالة سياسية واضحة من الدولة السورية تؤكد من خلالها رفضها لأي شكل من أشكال الدعم للكيانات الانفصالية.
وقد أعربت السلطات السورية، من خلال هذه الخطوة، عن التزامها التام باحترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية، في مؤشر قوي على التحول النوعي في الموقف السوري من قضية الصحراء المغربية.
نحو تعاون متجدد واستقرار إقليمي مشترك
إعادة فتح السفارة المغربية بدمشق لا يقتصر على الجانب الرمزي، بل يعكس إرادة البلدين في بناء تعاون ثنائي متين قائم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والاستقرار الإقليمي. وتشكل هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على نهاية مرحلة الجفاء وافتتاح عهد جديد من العلاقات البناءة بين الرباط ودمشق، بما يخدم الأمن القومي العربي.