تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية تطورًا غير مسبوق، تُوج بزيارات متكررة قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني وعدد من وزرائه إلى المغرب، ما يعكس عمق الثقة السياسية والمكانة التي أصبحت تحظى بها هذه الشراكة المتينة بين بلدين جارين تجمعهما روابط الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك.
آخر هذه الزيارات كانت لوزير الخارجية الموريتاني، الذي عبّر خلال وجوده في الرباط عن ارتياح بلاده لمسار العلاقات الثنائية، مشيدًا بما تشهده من تطور مستمر، قائم على الاحترام المتبادل والتضامن الصادق.
وعلى عكس ما تشهده علاقات بعض الدول من توتر وتذبذب، فإن التعاون المغربي – الموريتاني يُعد الأكثر استقرارًا وتوازنًا، بفضل حسن تدبير الملفات العالقة وسرعة احتواء الخلافات النادرة بطريقة دبلوماسية راقية.
دعم ثابت لقضية الصحراء المغربية
سياسيًا، لا تُخفي نواكشوط دعمها الثابت لسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، كما تنخرط بشكل إيجابي في المبادرات المغربية الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي، وعلى رأسها المبادرة الملكية لفائدة دول الساحل والواجهة الأطلسية، التي لقيت ترحيبًا والتزامًا من طرف الرئيس الموريتاني، بما في ذلك مقترحات تسهيل الولوج البحري عبر الأراضي الموريتانية.
شراكة اقتصادية استراتيجية
اقتصاديًا، تحرص موريتانيا على تنمية شراكتها مع المغرب في قطاعات حيوية مثل الطاقة والتجارة والنقل، حيث يُعد المغرب بوابة مهمة لموريتانيا نحو الأسواق الإفريقية والدولية.
روابط إنسانية وتعليمية عميقة
أما على المستوى الإنساني، فإن آلاف الطلبة والكوادر الموريتانية يتابعون دراساتهم العليا وتكوينهم المهني في الجامعات والمعاهد المغربية، وهو ما يعزز أواصر القرب الثقافي والاجتماعي بين الشعبين. ولا يخفى على أي زائر للمغرب حجم التداخل العائلي والثقافي، خاصة مع تزايد عدد السيارات الموريتانية التي تجوب شوارع مدن المملكة.
إنها علاقة تنمو بثبات ووعي، وترتكز على أسس متينة من الثقة والتكامل، تُشكل نموذجًا يُحتذى به في الجوار الإقليمي، وتؤكد أن المصالح المشتركة قادرة على صنع مسارات جديدة من التعاون البنّاء بين الدول.