شهد حي الأناسي الشعبي بمقاطعة سيدي البرنوصي في مدينة الدار البيضاء، نهاية الأسبوع المنصرم، مأساة أسرية مروعة كشفت عن وجه قاتم للتفكك العائلي والعنف المسكوت عنه داخل بعض البيوت المغربية.
فقد أقدم شاب في الثلاثينات من عمره، متزوج وأب لطفلين، على قتل والدته طعنًا بسكين في صدرها، بعدما حاولت التدخل لفض شجار عنيف نشب بينه وبين شقيقته.
وبحسب المعطيات الأولية التي تم جمعها من عين المكان، فإن الجاني دخل في مشادة كلامية حادة مع شقيقته لأسباب ما تزال غير معروفة، سرعان ما تطورت إلى اعتداء جسدي عنيف.
أمام صراخ الضحية واستغاثتها، تدخلت الأم لمحاولة تهدئة الوضع ومنع ابنها من إيذاء شقيقته، إلا أن الأخير، في لحظة هياج غير مسبوقة، استل سكينًا وسدد طعنة قاتلة إلى صدر والدته، أمام أنظار عدد من الشهود.
انهارت الأم وسط بركة من الدماء، فيما حاول بعض الجيران تقديم الإسعافات الأولية إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، لكن الموت كان أسرع؛ فقد لفظت أنفاسها الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى.
وبعد ارتكاب الجريمة، فرّ الجاني مصطحبًا معه شقيقته، بحسب ما أوردته مصادر مقربة من التحقيق.
وتمكنت عناصر الأمن، التي أُبلغت بالجريمة فورًا، من تحديد هويته ومكانه، وأطلقت عملية تمشيط أمني دقيقة انتهت بإيقافه قرب محطة أولاد زيان، حيث كان يخطط لمغادرة المدينة.
وقد وُضع المشتبه فيه تحت الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وتهدف التحقيقات إلى كشف الملابسات الكاملة لهذه الجريمة الأسرية الصادمة وتحديد المسؤوليات الجنائية.
وتم نقل جثة الأم إلى مستودع الأموات قصد إخضاعها للتشريح الطبي، وفقًا للإجراءات القانونية المعمول بها.
هذه المأساة أعادت إلى الواجهة أسئلة مؤلمة حول هشاشة العلاقات الأسرية في بعض البيوت المغربية، خاصة حين تتحول الخلافات إلى مجازر صامتة خلف الأبواب المغلقة.
في لحظة واحدة، فقدت أم حياتها، وتعرضت ابنتها للضرب، وانقلبت حياة أسرة بأكملها إلى جحيم لا عودة منه.