استفاق سكان دوار “ملاحة”، التابع لجماعة أولاد مكودو بإقليم صفرو، صباح الثلاثاء الماضي، على وقع جريمة قتل مروعة راح ضحيتها فلاح في الثلاثينات من عمره، بعدما تعرض لهجوم دموي شنّه عليه ثلاثة أشخاص مدججين بالحجارة والأسلحة البيضاء، ومصحوبين بكلاب شرسة.
وحسب ما أفاد به أحد أقارب الضحية، فإن الفلاح المقتول كان منهمكًا في تنظيف أشجار الزيتون رفقة زوجته، قبل أن يتفاجأ بقدوم المعتدين الثلاثة، الذين يكنّون له عداوات قديمة تعود لسنوات مضت، لأسباب وصفها بأنها “تافهة”، لكنها كافية لإشعال نار الانتقام.
ووفق الشهادات المتوفرة، فقد كانت الزوجة توثّق عمل زوجها بهاتفها المحمول حين بدأ الهجوم، لتعيش لحظات مرعبة وهي ترى زوجها يتعرض لضرب وحشي بالعصي والحجارة، وسط صرخات الكلاب الهائجة، ما أدى إلى إصابته بضربة قاتلة على مستوى الرأس، أودت بحياته على الفور داخل الحقل.
وبحسب المتحدث، فإن الجريمة تعود إلى خلافات بسيطة تفاقمت مع الزمن، كعبارات استفزازية من قبيل “علاش كاتشوف فيا؟” و”الخروبة ديالي”، مضيفًا أن والد الجناة هو من حرض أبناءه على تنفيذ هذا الفعل الدموي، ما أدى إلى كارثة إنسانية أليمة، خلفت وراءها أرملة حامل في شهرها الثامن.
وقد باشرت مصالح الدرك الملكي تحرياتها فور إشعارها بالجريمة، حيث تمكنت من توقيف الجناة الثلاثة ووضعهم تحت الحراسة النظرية، في انتظار عرضهم على أنظار النيابة العامة المختصة. كما تم نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات لإجراء التشريح الطبي.
جريمة تهز الضمير، وتعيد إلى الواجهة خطر التراكمات والنزاعات القروية غير المعالجة، التي قد تنفجر في أية لحظة على شكل مآسٍ دموية.