تمكنت عناصر الدرك الملكي بالقليعة، التابعة لإقليم اشتوكة أيت باها، مساء الأحد الماضي، من توقيف شخص يشتبه في ضلوعه بإشعال الحريق المروع الذي اندلع بمخيم عشوائي للمهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بمدينة تيزنيت.
وحسب مصادر مطلعة، فإن تحقيقات الشرطة القضائية، تحت إشراف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتيزنيت، يونس ألحيان، كشفت أن المشتبه فيه كان على خلاف مع عدد من المهاجرين داخل المخيم، إضافة إلى توتر العلاقة بينه وبين مهاجرة من كوت ديفوار، كانت من بين ضحايا الحريق إلى جانب ابنتها القاصر. وتفيد المعطيات بأن المعني بالأمر غادر تيزنيت باتجاه القليعة مباشرة بعد اندلاع النيران، وهو ما عزز الشكوك حول تورطه.
بعد تحديد هويته وجمع الأدلة، تم التنسيق مع عناصر الدرك الملكي بالقليعة، الذين نجحوا في توقيفه بحي التقدم رفقة ابنه القاصر في اليوم الموالي، قبل أن يتم تسليمه إلى الشرطة لمواصلة التحقيقات حول هذه الفاجعة التي خلفت حالة من الذعر في صفوف ساكنة تيزنيت.
حريق مدمر يلتهم عشرات الأكواخ العشوائية
الحادث وقع عندما التهمت ألسنة اللهب مخيمًا عشوائيًا يقع خلف فندق كبير قرب المدارة الكبرى بتيزنيت، حيث كان يؤوي عشرات المهاجرين غير الشرعيين.
وكشفت التحقيقات الأولية أن قنينة غاز كانت السبب في اندلاع الحريق، إذ أدى انفجارها إلى انتشار اللهب بسرعة فائقة، مما أدى إلى احتراق أكثر من 30 كوخًا خشبيًا وبلاستيكيًا. وساهمت سلسلة انفجارات أخرى لقنينات الغاز المخزنة في بعض الأكواخ في تفاقم الحريق بشكل مخيف.
ضحايا وإصابات في صفوف المهاجرين
أسفر الحريق عن وفاة سيدة من كوت ديفوار وابنتها القاصر، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. وقد تم نقلهم إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بتيزنيت، بينما تم تحويل الحالات الحرجة إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتلقي العلاجات اللازمة.
تدخل عاجل للوقاية المدنية والسلطات
فور انتشار ألسنة اللهب، تدخلت فرق الوقاية المدنية، حيث تمكنت بعد جهود مكثفة من السيطرة على الحريق وإخماده. كما باشرت السلطات المحلية عملية تنظيف الموقع من بقايا المخيم المحترق وإزالة الركام.
مخيم غير نظامي يثير مخاوف السلطات
يُذكر أن هذا المخيم العشوائي كان مشكلة قائمة منذ فترة طويلة، حيث أقامه مهاجرون غير نظاميين في منطقة خلف فندق مصنف عند مدخل تيزنيت، محولين المكان إلى تجمع سكني غير رسمي.
ورغم محاولات السلطات المحلية تفكيكه في عدة مناسبات، إلا أن تواجد عدد كبير من النساء والأطفال داخله كان يحول دون ذلك. وبالنظر إلى الهشاشة التي تميز طبيعة هذه الأكواخ العشوائية، كان المخيم عرضة لمخاطر الحريق والتقلبات الجوية، وهو ما وقع بالفعل في هذه الفاجعة التي تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة.
يبقى التساؤل المطروح، هل سيكون هذا الحادث نقطة تحول في التعامل مع هذه المخيمات العشوائية؟ وهل ستتخذ السلطات إجراءات حازمة لمنع تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً؟