بالنسبة لآلاف المغاربة المقيمين بالخارج، تمثل العطلة الصيفية فرصة ثمينة للراحة بعد شهور من العمل الشاق والتضحيات، والبحث عن وجهة مميزة لقضاء هذه الفترة يصبح أولوية قصوى. لكن بدل أن تبدأ رحلتهم بالمتعة، وجد عدد من مغاربة العالم (MRE) أنفسهم ضحايا لعملية احتيال واسعة النطاق، نفذتها وكالات سفر وهمية عبر الإنترنت ومواقع إلكترونية مزيفة. فقد أغرت هذه الجهات المشبوهة الضحايا بعروض سفر جذابة نحو وجهات سياحية عالمية، بأسعار لا تُقاوَم، قبل أن تختفي بمجرد استلامها للمبالغ المالية.
من بين هذه العروض، رحلة ذهاب وإياب إلى بانكوك مقابل 5.000 درهم فقط، في حين يتجاوز سعرها الحقيقي 10.000 درهم. كما تم الترويج لحزم سفر نحو شنغهاي بـ6.000 درهم، بينما تبلغ تكلفتها الحقيقية أكثر من 11.300 درهم، إلى جانب عروض إلى باريس ومدريد وسويسرا بأسعار مغرية يصعب تصديقها. لكن بعد أداء المستحقات، يُفاجأ الضحايا بأن المواقع اختفت أو أُغلقت فجأة.
وقد كشفت صحيفة “الصباح” أن من بين الضحايا أطباء، مهندسين، وطلبة. إحدى الضحايا، التي فضلت عدم كشف هويتها، أوضحت للجريدة أن “الشركة التي خدعتهم كانت تدّعي أنها وكالة سفر مرخصة، لكنها في الحقيقة تعمل في مجال الإشهار ولا علاقة لها بالسياحة.”
في ظل غياب أي وسيلة لاسترجاع أموالهم، ناشد المتضررون السلطات المغربية المعنية بالتدخل العاجل لمعاقبة المحتالين وتشديد الرقابة على قطاع وكالات السفر، خاصة مع اقتراب موسم الصيف وعودة آلاف المغاربة المقيمين بالخارج، الذين قد يقعون بدورهم في شراك مماثلة إن لم يتم اتخاذ تدابير صارمة.