شهدت الأراضي الروسية ليلة مكثفة من النشاط العسكري حين تمكنت أنظمة الدفاع الجوي من التصدي لهجوم واسع النطاق بالطائرات المسيرة الأوكرانية. أعلنت وزارة الدفاع الروسية نجاحها في اعتراض وتدمير 162 طائرة بدون طيار خلال عملية دفاعية استمرت عدة ساعات.
بدأت العملية الدفاعية في تمام الساعة 20:10 بالتوقيت المحلي ليوم 1 من يونيو، واستمرت حتى الساعة 2 صباح اليوم التالي. خلال هذه الفترة الزمنية، عملت أنظمة الدفاع الجوي الروسية بكثافة عالية لمواجهة الهجوم المنسق.
تركز الهجوم الأوكراني بشكل أساسي على المناطق الحدودية، حيث تعرضت مقاطعة كورسك لأكبر عدد من المسيرات بواقع 57 طائرة بدون طيار. هذا التركيز على المناطق الحدودية يعكس الاستراتيجية الأوكرانية في استهداف المناطق الأقرب جغرافياً لحدودها.
مقاطعة بيلغورود، وهي منطقة حدودية أخرى، واجهت أيضاً هجوماً مكثفاً حيث أسقطت القوات الروسية 31 مسيرة فوق أراضيها. هاتان المقاطعتان تشكلان نقطة التماس المباشر مع الأراضي الأوكرانية.
امتد النشاط العسكري ليشمل مناطق أخرى داخل الأراضي الروسية، حيث تمكنت أنظمة الدفاع من إسقاط 27 مسيرة في مقاطعة ليبيتسك، و 16 طائرة بدون طيار في مقاطعة فورونيج.
شهدت مقاطعة بريانسك إسقاط 11 مسيرة، بينما واجهت مقاطعة ريازان نفس العدد من الطائرات المسيرة. هذا التوزيع المتنوع للهجمات يشير إلى تخطيط مسبق من الجانب الأوكراني لاستهداف مناطق متعددة بشكل متزامن.
في مقاطعة أوريول، نجحت القوات الروسية في إسقاط 6 مسيرات، بينما تعرضت جمهورية القرم لهجوم محدود بطائرتين بدون طيار (2). مقاطعة تامبوف شهدت أقل مستوى من النشاط بإسقاط مسيرة واحدة فقط (1).
تأتي هذه التطورات العسكرية في توقيت حساس حيث تتجه الأنظار نحو إمكانية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف في مدينة اسطنبول التركية. هذا التصعيد العسكري قد يكون محاولة من الجانب الأوكراني لتحسين موقعه التفاوضي قبل الجلوس على طاولة المباحثات.
يُظهر هذا الحدث تصاعد وتيرة الاعتماد على الطائرات المسيرة في الصراع الدائر، حيث تسعى كلا القوتين لاستخدام هذه التكنولوجيا لتحقيق أهداف عسكرية مع تقليل المخاطر على الأفراد. الأرقام المعلنة تؤكد على الحجم الكبير للعمليات العسكرية الجارية والتطور المستمر في طبيعة الصراع الحديث