يبدو أن تعيين دوك بوخان الثالث سفيراً جديداً للولايات المتحدة في المغرب يحمل رسالة سياسية واضحة من واشنطن: تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع الرباط في مرحلة تتراجع فيها حرارة العلاقات الأمريكية مع حكومة بيدرو سانشيز في مدريد، وفق ما كتبته صحيفة إل موندو الإسبانية.
السفير الجديد ليس وجهاً دبلوماسياً عادياً، بل رجل أعمال ثري ومقرّب شخصياً من الرئيس دونالد ترامب. فقد شغل سابقاً منصب سفير واشنطن لدى مدريد، كما أسّس صندوق الاستثمار “هانتر”، ويُعد أحد أكبر الداعمين لترامب منذ 2015، ما منحه نفوذاً داخل دوائر القرار في الحزب الجمهوري ووصفته الصحافة الأمريكية بأنه “السلاح السري لجمع التمويل”.
خلال جلسة المصادقة أمام مجلس الشيوخ، قدّم بوخان إشادة لافتة بالمغرب وملكه، واصفاً الملك محمد السادس بأنه “قائد مهم وصديق للولايات المتحدة”، ومؤكداً أنّ المملكة “ركيزة استقرار وشريكاً أساسياً في الأمن الإقليمي”، مستشهداً بالتعاون العسكري، خصوصاً مناورات الأسد الإفريقي التي تُعدّ إحدى أبرز عمليات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).
وتقرأ إل موندو في هذه الخطوة دليلاً على تعميق واشنطن دعمها للمغرب في ملف الصحراء، مستذكرة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي شدّد فيها على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي “جدي وواقعي وذي مصداقية”.
بوخان عبّر أيضاً عن رغبة إدارته في تعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، خاصة في مجالات الرقمنة والنقل والطاقة والفلاحة، بما ينسجم مع الطموحات الاستثمارية للمملكة.
وبينما تنحسر مساحة التفاهم بين واشنطن ومدريد في إطار حلف الناتو، ترى الصحيفة الإسبانية في هذا التعيين مقارنة لافتة: سفير ذو نفوذ قوي في الرباط، وآخر بوزن سياسي أقل في مدريد… إشارة إلى إعادة ترتيب واشنطن لأولوياتها على الضفة الجنوبية للمتوسط.










