تنفس الوسط الموسيقي المغربي الصعداء بعد نجاح العملية الجراحية الدقيقة التي خضع لها الأسبوع الماضي الفنان الكبير عبد العاطي آمنا، رئيس النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، في إحدى المصحات المتخصصة بمدينة الرباط. ورغم تعقيد التدخل الطبي، فقد جرت العملية في ظروف جيدة، ليبدأ المايسترو مرحلة نقاهة تمتد لعدة أسابيع تحت مراقبة طبية دقيقة.
هذا الحدث لم يمر دون أثر، حيث عمّت مشاعر القلق والتعاطف الساحة الفنية داخل المغرب وخارجه، وتلقت أسرته ونقابته عشرات الرسائل من الحب والدعاء من فنانين وأصدقاء من مصر وقطر ودول عربية أخرى، في تعبير صادق عن المكانة الكبيرة التي يحظى بها هذا الاسم اللامع في المشهد الموسيقي العربي.
ويُعد عبد العاطي آمنا، البالغ من العمر 82 سنة، أحد أعمدة الموسيقى المغربية الأصيلة، حيث تميز طوال مسيرته كـملحن مرموق، وعازف عود فذ، وقائد للأوركسترا الملكية. وقد ترك بصمة لا تُمحى على الثقافة الفنية المغربية، سواء من خلال مؤلفاته الموسيقية أو عبر نضاله الطويل في الدفاع عن حقوق الفنانين.
تحت قيادته لنقابة الموسيقيين، تحققت مكتسبات تاريخية، من أبرزها إقرار التغطية الصحية، والاعتراف القانوني بوضعية الفنان، وتنظيم عدة تظاهرات فنية دعماً للمواهب الصاعدة.
في انتظار عودته المرتقبة إلى الساحة الفنية والنقابية، يواصل عشاق الموسيقى وجميع زملائه الدعاء له بالشفاء العاجل، مع الأمل أن تعود أنامله الذهبية لتهدي الأذن المغربية مزيداً من الإبداع.