لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تواصل حصد الأرواح في قطاع غزة، حيث أعلنت الدفاع المدني الفلسطيني، صباح اليوم الثلاثاء، عن سقوط سبعة شهداء جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت عدة مناطق في القطاع.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود البسّال أن غارتين ليليتين استهدفتا غرب مدينة غزة، وأسفرتا عن مقتل ستة أشخاص، فيما استهدفت غارة أخرى منزلاً في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد شخص آخر.
هذه الضربات تأتي بعد استئناف إسرائيل لعدوانها الجوي والبري على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، منتهكة بذلك هدنة دامت نحو شهرين. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة التابعة لحركة حماس، فقد أسفر هذا التصعيد الجديد عن مقتل ما لا يقل عن 1.864 فلسطينياً منذ منتصف مارس، لترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023 إلى أكثر من 51.240 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال.
هذا التصعيد الإسرائيلي الدموي جاء بعد عملية 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس، وأدت إلى مقتل 1.218 إسرائيلياً معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى أسر 251 شخصاً، لا يزال 58 منهم محتجزين، بينهم 34 لقوا حتفهم وفق بيانات جيش الاحتلال.
وفي تصريحاته الأخيرة، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على مواصلة الحرب، رافضاً ما وصفه بـ”إملاءات حماس”، ومؤكداً أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، في تجاهل صارخ لأرواح آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين يسقطون يومياً تحت القصف.
إن هذا العدوان المستمر يمثل جريمة إنسانية واضحة المعالم، تستوجب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوضع حد لسفك الدماء، وإجبار إسرائيل على وقف حربها ضد المدنيين العزل في غزة، الذين يدفعون وحدهم فاتورة صمت العالم.