أثار فصيل “الوينرز”، المجموعة المشجعة لنادي الوداد البيضاوي، الجدل مجدداً بعد إصداره بياناً شديد اللهجة عبّر من خلاله عن استيائه البالغ من الحصيلة العامة التي أنهى بها الفريق موسمه الرياضي، والتي تميزت بغياب الألقاب للموسم الثالث على التوالي، وهو ما اعتبره أمراً لا يليق بتاريخ وقيمة نادٍ عريق اعتاد المنافسة على القمة في مختلف المسابقات.
وشدد البيان الصادر عن الفصيل على أن النتائج المحققة لا تتناسب مع طموحات الجماهير الودادية، مؤكداً أن الفريق الأحمر تأسس من أجل التتويجات وصعود منصات التتويج، وليس لاحتلال المراكز الثانوية والاكتفاء بالمركز الثالث في الترتيب العام للبطولة، واصفاً هذه الحصيلة بالضعيفة، خاصة بالنظر إلى حجم الاستثمارات المالية الضخمة التي تم رصدها خلال الموسم الجاري.
وأشار البيان إلى تحميل المسؤولية الأولى والمباشرة لرئيس النادي هشام آيت منا، معتبراً أن قراراته الخاطئة والمتخبطة ساهمت بشكل كبير في هذا التراجع الملموس في مستوى الفريق ونتائجه. وانتقد البيان بشدة الانتدابات التي وصفها بالضعيفة خلال فترة الانتقالات الصيفية والشتوية، مرجعاً ذلك إلى غياب إدارة تقنية محترفة ومدير رياضي في تلك المرحلة الحساسة.
كما سلط البيان الضوء على قضية الاعتماد المفرط على خيارات المدرب السابق التي لم تُثمر أي نتائج إيجابية، وخاصة بعد التعاقد مع ثلاثة لاعبين من البرازيل “دون فائدة تذكر”، وهو ما كلف خزينة النادي أموالاً طائلة بدون مردود رياضي يذكر.
وتطرق الفصيل في بيانه إلى المعطيات الإحصائية والرقمية التي ميزت أداء الفريق في الموسم المنصرم، معتبراً إياها دليلاً دامغاً على الفشل، إذ عجز الفريق الأحمر عن تحقيق الانتصار في 16 مباراة من أصل 30 خاضها في منافسات البطولة الاحترافية، كما كان الأكثر تعادلاً بواقع 12 مباراة، وهو ما يعكس، بحسب البيان، “عقماً تكتيكياً” واضحاً وعدم قدرة على إيجاد الحلول الهجومية الناجعة داخل رقعة الميدان.
ولم يقتصر البيان على انتقاد الجانب التقني والرياضي، بل تعداه إلى ما أسماه بـ”التخاذل في الدفاع عن مصالح النادي” أمام ما وصفه بـ”أخطاء تحكيمية فادحة” طالت الفريق في العديد من المباريات، مبرزاً غياب أي رد فعل قوي من الإدارة، حتى على مستوى البلاغات الاحتجاجية، التي اختفت في “قمة الاستسلام”، وفق تعبير البيان.
وعلى مستوى التدبير الإداري، أشار الفصيل إلى أن الرئيس هشام آيت منا افتقر إلى “الشجاعة الكافية” لاتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب، خاصة في ما يتعلق بالمدرب الجنوب أفريقي رولاني موكوينا، الذي قال البيان إنه “قدم كل مؤشرات الفشل” طيلة فترة إشرافه على العارضة الفنية، دون أن ينجح لا في تحقيق النتائج المطلوبة ولا في بناء فريق متكامل قادر على المنافسة.
وأضاف البيان أن الرئيس آيت منا “صد أبواب النقد البناء واكتفى بمحيطه المقرب”، وهو ما أدى إلى انحصار دائرة صنع القرار وغياب التواصل مع كافة مكونات النادي والجماهير. ودعا البيان الرئيس إلى ضرورة الإصغاء لمطالب الجماهير وتوسيع دائرة التشاور، وعدم الاستمرار في ارتكاب نفس الأخطاء، مبرزاً أن “الاستماع إلى صدى صوتك لن يقودك إلى مكان جديد”.
ورغم حدة الانتقادات، لم يخل البيان من الإشادة ببعض التحسينات التي طرأت على مستوى الهيكلة الإدارية للنادي، من بينها تطور أداء المنصات والصفحات الرسمية للنادي على مواقع التواصل الاجتماعي، والعمل الجاد على تطوير المدرسة الكروية والفئات السنية، بالإضافة إلى الإشادة بالإنجاز الذي حققه الفريق النسوي بوصوله إلى مباراتين نهائيتين هذا الموسم.
إلا أن “الوينرز” اعتبر أن هذه الإيجابيات غير كافية لفريق يصنف في المرتبة الثانية على المستوى القاري بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، ومقبل على المشاركة المرتقبة في بطولة كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة، مؤكداً أن “الوداد لا يقبل الفتات”، وأنه “حتى في عهد الرئيس السابق سعيد الناصيري، الذي حقق ألقاباً مهمة للنادي، لم يكن الفصيل راضياً بشكل مطلق وكان دائم المطالبة بالإصلاح والتطوير”.
واختتم فصيل “الوينرز” بيانه بدعوة كافة مكونات النادي إلى ضرورة توحيد الصفوف، ونبذ الخلافات والتكتلات، والعمل بروح جماعية لإعادة النادي إلى مكانته الطبيعية في منصات التتويج، مؤكداً أن “المرحلة الحالية لا تحتمل المزيد من العبث، وأن الموسم المقبل يُبنى من الآن”، وأضاف في ختام البيان: “الفشل في التخطيط هو تخطيط للفشل”.
تجدر الإشارة إلى أن نادي الوداد الرياضي، أحد أعرق الأندية المغربية والإفريقية، أنهى موسم 2024-2025 في المركز الثالث في الدوري المغربي، وخرج من منافسات كأس العرش من الدور ربع النهائي، كما ودع منافسات دوري أبطال إفريقيا من الدور ربع النهائي، ليكمل بذلك موسمه الثالث تواليًا دون أي تتويج، وهو أمر غير معهود على فريق بحجم وقيمة وتاريخ الوداد البيضاوي.