تتجه مدينة مراكش نحو تعزيز طابعها المعماري المميز من خلال قرار تنظيمي جديد صادقت عليه جماعة المدينة خلال دورة مايو 2025، يستهدف تنظيم استخدام الزجاج والألواح المركبة في واجهات المباني، في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الهوية البصرية والتراثية للمدينة الحمراء.
ويركز القرار الجديد الخاص بـ”تهيئة الفضاءات العامة والواجهات” على الحد من استخدام المواد المصنعة الحديثة في التكسية الخارجية للمباني، حيث حدد القرار نسبة قصوى لا يمكن تجاوزها في استعمال هذه المواد، وهي 33% من المساحة الإجمالية للواجهة، أي ما يعادل ثلث المساحة كحد أقصى.
وتفرض الإجراءات الجديدة معايير صارمة على استخدام الألواح المركبة، إذ يجب أن تكون مصنعة من مواد ذات جودة عالية خضعت للاختبار، وتتميز بقدرتها على مقاومة الظروف المناخية المحلية التي تتسم بارتفاع درجات الحرارة صيفاً، كما يشترط القرار أن تستجيب هذه المواد لمعايير السلامة المعتمدة دولياً.
ومن الشروط الأساسية التي فرضها القرار أيضاً ضرورة احترام لوحة الألوان المعمارية المعتمدة في مراكش، خاصة في منطقة جليز المعروفة بطابعها الحداثي نسبياً، إلى جانب الالتزام بالتركيب المتقن للألواح، بما ينسجم مع الطابع المعماري العام للمدينة الذي يجمع بين الأصالة والحداثة.
ويحظر القرار بصورة قاطعة استخدام الألواح المركبة اللامعة أو العاكسة للضوء، نظراً لما تسببه من تشويش بصري قد يتسبب في حوادث مرورية تهدد سلامة السائقين والمارة، خاصة في أوقات سطوع الشمس التي تعرف بها مدينة مراكش. بينما يسمح باستخدام الألواح غير اللامعة ضمن شروط محددة ترتبط بوظيفة المبنى وموقعه الجغرافي، شريطة أن تتطابق ألوانها مع اللون الأحمر التقليدي الذي يميز المدينة والذي اكتسبت منه لقبها الشهير “المدينة الحمراء”.
ويمنع القرار استعمال هذه الألواح المركبة في ترميم أو تلبيس واجهات المباني ذات القيمة التاريخية، سواء تلك الواقعة داخل النسيج العتيق للمدينة القديمة، أو المباني المصنفة ضمن التراث المعماري الكولونيالي الذي يميز بعض أحياء المدينة. كما يشمل المنع أيضاً المباني السكنية بمختلف أنواعها، في إشارة واضحة للرغبة في الحفاظ على الطابع التقليدي للمساكن المراكشية.
وفي المقابل، يسمح القرار باستخدام الألواح المركبة في المباني المخصصة للأنشطة السياحية مثل الفنادق والمنتجعات، والمحلات التجارية، والمباني الخدماتية والصناعية، بالإضافة إلى المؤسسات الإدارية والعمارات غير السكنية، مع الالتزام الصارم بنسبة الثلث كحد أقصى من مساحة الواجهة.
ولضمان تطبيق هذه المعايير والضوابط الجديدة، قرر المجلس الجماعي لمراكش تكليف لجنة الجمالية التابعة للجماعة بمهمة مراقبة مدى التزام أصحاب المشاريع العمرانية بالقرار التنظيمي، مع التركيز بشكل خاص على المشاريع الكبرى، أو تلك الواقعة في المحاور الرئيسية للمدينة، والساحات العامة الكبرى، بالإضافة إلى المشاريع المقامة في الأحياء الصناعية.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود السلطات المحلية بمراكش للحفاظ على الطابع المعماري المميز للمدينة، الذي يعد أحد أهم عوامل جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، إذ تسعى المدينة إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية العمرانية والحداثة من جهة، والحفاظ على الإرث الحضاري والمعماري من جهة أخرى، وهو ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية عالمية ومدينة تراثية مصنفة ضمن التراث العالمي للإنسانية.
كون داروها في المغرب كامل. حنا اللي خدامين حدا veloderome تنعانيو في صمت، ما كينش اللي يدير حل