في حادث صادم يعيد إلى الواجهة سؤال السلامة العامة في الفضاءات الحضرية، اضطر شرطي تابع للوحدة المتنقلة لشرطة مراكش إلى استعمال سلاحه الوظيفي، زوال الخميس 22 ماي، لتوقيف شخص يعاني من اضطرابات عقلية، بعدما أقدم على طعن سائح أجنبي بسكين قبل أن يهاجم عناصر الأمن بالحجارة.
وحسب مصدر أمني، فإن المشتبه فيه كان في حالة هيجان عنيف حين نفذ هجومه المباغت، حيث أصاب الضحية على مستوى الوجه، ما استدعى تدخلًا سريعًا من طرف رجال الأمن. وأمام التهديد المباشر، لم يجد أحد عناصر الشرطة خيارًا سوى إطلاق رصاصة صوب الأطراف السفلى للمهاجم لمنعه من التمادي في سلوكه العدواني.
وقد تم نقل المعتدي المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، حيث وُضع تحت رقابة طبية وأمنية في انتظار نتائج التحقيق القضائي الذي فتحته النيابة العامة المختصة لتحديد خلفيات هذا الفعل الإجرامي المفاجئ.
من جهة أخرى، نُقل السائح المصاب إلى مؤسسة صحية لتلقي العناية الطبية، وقد أكدت مصادر طبية أن حالته مستقرة ولا تدعو للقلق، دون الكشف عن هويته أو جنسيته في الوقت الراهن.
خطر دائم في الشوارع… من يراقب المختلين؟
هذا الحادث يعيدنا إلى قضية مسكوت عنها وخطيرة: الانتشار المتزايد للأشخاص المصابين باضطرابات نفسية في شوارع المدن الكبرى، دون أي رعاية طبية أو متابعة اجتماعية، ما يشكل تهديدًا يوميًا لحياة المواطنين والمارة، سواء كانوا سكانًا أو زوارًا.
مراكش، كوجهة سياحية عالمية، ليست في منأى عن هذا التحدي، فحالات “الهياج العقلي” في الأماكن العامة تكررت بشكل مقلق، في غياب سياسات واضحة لضمان إدماج هؤلاء الأشخاص في منظومة صحية ونفسية وقائية وفعالة.
ألا يستحق الأمر إعلان حالة طوارئ صحية؟
أليس من الأولى اليوم إقرار استراتيجية وطنية لحماية المختلين وحماية المجتمع منهم؟
إن هذا الاعتداء، الذي كاد أن يتحول إلى مأساة دبلوماسية أو إنسانية، يفرض علينا دق ناقوس الخطر والتساؤل بجرأة:
كم من مختل عقلي آخر علينا أن نصادفه في الشارع قبل أن نتحرك؟