في تصريح سياسي أثار الكثير من الانتباه والجدل، وجّه مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رسالة قوية من قلب العاصمة الجزائرية، أكد فيها أن الحل الوحيد والنهائي لنزاع الصحراء يتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مشدداً على أن المقترح المغربي يبقى “جديًا وذا مصداقية وواقعيًا”، وهو الإطار الوحيد القابل للتفاوض وفق الرؤية الأمريكية.
وقد جاء هذا التصريح في مقابلة حصرية مع صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية، ليشكّل ردًا واضحًا على محاولات النظام الجزائري التشويش على الموقف الأمريكي، عبر روايات تُلمّح إلى إمكانية تغيره، وهو ما نفاه بولس من داخل الجزائر نفسها.
وفي لقاءاته مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية أحمد عطاف، شدد بولس على أن الولايات المتحدة متمسكة بتسوية سلمية قائمة على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وأنها مستعدة لدعم أي تقدم في هذا الاتجاه، بشراكة مع الأمم المتحدة والأطراف الإقليمية.
ويأتي هذا الموقف ليعزز مضمون الرسالة الرسمية التي بعث بها الرئيس ترامب إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، والتي جدّد فيها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، وأكد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً في ملفات مكافحة الإرهاب، الاستقرار الإقليمي، والتعاون الاقتصادي.
ولم يقتصر دعم ترامب على الجانب السياسي، بل دعا في أكثر من مناسبة المستثمرين الأمريكيين إلى استكشاف الفرص الواعدة في المغرب، خاصة في أقاليمه الجنوبية، مشيراً إلى أن الصحراء المغربية أصبحت منطقة مستقبلية تحمل إمكانيات كبيرة للنمو والاستثمار، مما يجعل منها مركزًا للتنمية المشتركة.
من جانبه، اعتبر الباحث في العلاقات الدولية عبد الهادي المزراري أن هذا التصريح الحاسم يكرّس دعم واشنطن للمغرب، ويكشف أن الرفض الجزائري للحوار المباشر هو العائق الحقيقي أمام حل النزاع، في وقت يتزايد فيه عدد الدول التي تعترف بمغربية الصحراء.