في صباح يوم السبت 19 أكتوبر 2024، شهدت منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة غارات جوية إسرائيلية عنيفة أسفرت عن مقتل 73 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات، مع وجود مفقودين ما زالوا تحت الأنقاض. واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مربعًا سكنيًا مكتظًا بالسكان المحليين والنازحين، بما في ذلك عائلات الشريف والدريوي وعبيد والهندي والكحلوت، وفقًا لما أكده الدفاع المدني الفلسطيني. وأشار الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إلى أن معظم الضحايا كانوا من الأطفال والنساء، بينما أكد مدير المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، مروان السلطان، أن المستشفى استقبل 73 جثمانًا وعددًا كبيرًا من الجرحى.
هذه الغارات تأتي ضمن سلسلة الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023. وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد تجاوز عدد القتلى منذ بداية النزاع 43,000 شخص، معظمهم من المدنيين، بينما أصيب أكثر من 100,000 آخرين. وتشير التقارير إلى أن الأطفال والنساء يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا، في ظل استهداف مكثف للمناطق السكنية والمرافق المدنية.
أدانت حركة حماس هذه المجزرة، واصفة إياها بـ”الوحشية”، واتهمت إسرائيل بمحاولة إفراغ شمال القطاع من سكانه عبر القتل والتهجير. كما انتقدت الدول العربية والمجتمع الدولي لصمتهما الذي شجع، بحسب بيانها، على ارتكاب المزيد من الجرائم. من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من استمرار “حرب الإبادة”، مشيرة إلى أن الاحتلال ينفذ عمليات تدمير ممنهجة تشمل الحصار والتجويع والقصف العشوائي.
يواجه سكان غزة ظروفًا إنسانية كارثية، حيث دُمرت البنية التحتية وتوقفت معظم الخدمات الأساسية. ومع استمرار العمليات العسكرية، يتساءل المراقبون عن متى ستتدخل الأمم المتحدة لوقف هذه المأساة التي تهدد أمن المنطقة بأكملها.
Police horrible à lire!