بعد أن قضت سبع سنوات خلف القضبان في سلطنة عُمان، عادت الشابة المغربية الإسبانية فاطمة أوفقير إلى أحضان الحرية، مستفيدة من عفو أصدره السلطان بمناسبة عيد الفطر. فاطمة، البالغة من العمر 25 سنة، كانت قد أُدينت بالسجن المؤبد بتهمة الاتجار في المخدرات، قبل أن يتم الإفراج عنها أخيراً، لتعود إلى مسقط رأسها في برشلونة، حيث حظيت باستقبال مؤثر.
تنحدر فاطمة من أب مغربي وأم إسبانية، وتنتمي لمدينة لوسبيتاليت دي يوبريغات في إقليم كاتالونيا. وقد تم تجنيدها في إسبانيا من طرف شبكة للاتجار في المخدرات، أُرسلت على إثرها إلى سلطنة عُمان لاستلام شحنة تحتوي على سبعة كيلوغرامات من المورفين، لكن تم توقيفها عند وصولها، وتوبعت قضائيًا لتُدان بالسجن مدى الحياة.
وفي أول ظهور إعلامي لها بعد إطلاق سراحها، خلال ندوة صحفية عُقدت في مقر هيئة المحامين ببرشلونة يوم الثلاثاء فاتح أبريل 2025، عبّرت فاطمة أوفقير عن امتنانها العميق لكل من وقف إلى جانبها خلال محنتها، وقالت: “أدين بحياتي لكل من ناضل من أجلي. لقد وُلدت من جديد”، مؤكدة أنها خاضت تجربة غيّرت شخصيتها بالكامل.
وأكدت الشابة المغربية الإسبانية أنها لن تضيّع الفرصة الثانية التي منحتها لها الحياة، وأنها تسعى لأن تكون مثالاً يحتذى به للشباب، قائلة: “المال السهل والطريق المختصر يقودان دائمًا إلى الهاوية. لا تثقوا في الوعود الكاذبة، ولا تسقطوا في فخ العلاقات السامة كما فعلتُ أنا عن سذاجة.”
وعن سنوات الاعتقال، وصفت فاطمة تجربتها في السجن العُماني بـ”الجحيم”، مشيرة إلى المعاناة اليومية، العزلة، وصعوبة التأقلم مع الثقافة المحلية. كما تحدثت عن القيود الصارمة، إذ لم تكن تُسمح لها سوى بدقيقة واحدة للتواصل مع عائلتها كل أسبوعين.
الآن، بعد استعادة حريتها، أعلنت فاطمة أنها تنوي استئناف دراستها في مجال القانون، مؤكدة عزمها على الدفاع عن المظلومين كما فعل آخرون من أجلها. رسالتها للشباب كانت واضحة: “تعلموا من أخطائي، وامنحوا حياتكم معنى آخر مبني على القيم الحقيقية والعمل النزيه.”