لليوم الثاني على التوالي، تتواصل مشاهد الفوضى والانفلات الأمني داخل مخيمات تندوف جنوب الجزائر، كما كشف منتدى “فورساتين”. فقد تحولت المخيمات إلى ساحات اشتباكات دامية بين عصابات متناحرة، وسط غياب تام لميليشيات “البوليساريو” وصمت مريب من الجيش الجزائري.
وأوضح المنتدى عبر صفحته الرسمية أن “قانون الغاب” أصبح هو السائد، حيث يسعى كل طرف إلى تصفية حساباته بقوة السلاح، في مشهد يبعث على القلق إزاء مصير النساء والأطفال العالقين وسط هذه الفوضى العارمة.
التقارير الميدانية تشير إلى أن “مخيم العيون” بات مسرحًا لمواجهات عنيفة بين عصابتين تنشطان في تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية، مع استخدام مكثف للأسلحة الرشاشة والرصاص الحي، مما بث الرعب في قلوب السكان.
وتؤكد هذه الأحداث مجددًا هشاشة الوضع الأمني داخل المخيمات، وانهيار سلطة ميليشيات “البوليساريو” التي تروج لسيطرتها الوهمية، مقابل صمت لافت من الجيش الجزائري المسؤول نظريًا عن الأمن بهذه المناطق.
ويرى مراقبون أن هذا الانفلات ليس جديدًا بل هو نتاج سنوات من تجاهل معاناة المحتجزين، وتفشي الجريمة المنظمة في ظل غياب تام للمحاسبة.
تحول المخيمات إلى بؤر صراع مسلح يشكل خطرًا جسيمًا على حياة آلاف الأبرياء، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للضغط على الجزائر لتحمل مسؤولياتها وحماية سكان هذه المخيمات من جحيم الفوضى والعنف.