شهد إقليم تارودانت في جنوب المغرب مأساة طرقية مؤلمة عصر يوم الاثنين 26 من شهر مايو 2025، حيث وقع حادث سير خطير في منطقة سبت الكردان أدى إلى وفاة أربع نساء وإصابة إحدى عشرة شخصاً آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. هذا الحادث المأساوي الذي هز المنطقة يسلط الضوء مجدداً على مخاطر الطرق والحاجة الماسة لتعزيز إجراءات السلامة المرورية في المناطق الريفية.
وقع الحادث المروري المؤسف نتيجة اصطدام عنيف بين مركبتين في ظروف مأساوية بدأت بانفجار مفاجئ لإحدى عجلات سيارة من نوع “بيكوب” كانت تنقل على متنها أربع عشرة امرأة تعملن في القطاع الفلاحي. هؤلاء النساء كن في طريقهن للعمل أو العودة منه عندما وقعت هذه المأساة التي غيرت حياة عائلات بأكملها في لحظات قليلة.
أدى الانفجار المفاجئ للإطار إلى فقدان سائق المركبة السيطرة عليها بشكل كامل، مما تسبب في انحرافها عن مسارها الطبيعي واصطدامها بقوة هائلة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المعاكس. هذا الاصطدام الشديد تسبب في أضرار جسيمة لكلا المركبتين وأدى إلى عواقب وخيمة على الأشخاص المتواجدين بداخلهما.
الحصيلة المأساوية لهذا الحادث تشمل وفاة أربع نساء من العاملات الفلاحيات اللواتي كن على متن السيارة المنكوبة، بينما تعرضت خمس نساء أخريات لإصابات بليغة تطلبت نقلهن بسرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج العاجل. كما أصيب ستة أشخاص آخرين، من بينهم سائقا كلا المركبتين، بجروح وصفت بالخفيفة، لكنهم تلقوا أيضاً الرعاية الطبية اللازمة للتأكد من سلامتهم.
أصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير بياناً رسمياً يوضح تفاصيل هذا الحادث المؤسف، مؤكداً أن السبب المباشر للحادثة كان انفجار عجلة سيارة النقل التي كانت تقل العاملات الفلاحيات. هذا البيان الرسمي جاء لتوضيح الحقائق وتجنب انتشار المعلومات المغلوطة حول ظروف وقوع الحادث.
تشير التحقيقات الأولية إلى أن الحادث وقع في منطقة جماعة سبت الكردان، وهي منطقة ريفية تشهد حركة مرور معتبرة خاصة من قبل العمال الفلاحيين الذين يتنقلون يومياً بين قراهم ومناطق عملهم في الحقول الزراعية. هذا النوع من التنقل اليومي يتطلب استخدام وسائل نقل متنوعة، وغالباً ما تكون سيارات النقل الجماعي الصغيرة هي الوسيلة الأكثر استخداماً لنقل العمال.
باشرت النيابة العامة المختصة فور تلقيها الخبر بحثاً قضائياً دقيقاً ومفصلاً لتحديد جميع الظروف والملابسات التي أدت إلى وقوع هذا الحادث المأساوي. هذا التحقيق يهدف إلى كشف جميع الحقائق المتعلقة بالحادثة، بما في ذلك فحص الحالة التقنية للمركبتين المتورطتين، والتأكد من صلاحية الإطارات وأنظمة الأمان، بالإضافة إلى التحقق من حالة السائقين وما إذا كانا يحملان رخص القيادة المطلوبة.