اتخذت شركة ميتا قرارا تاريخيا بكسر التقليد الذي حافظت عليه لأكثر من عقد، حيث أعلنت رسميا عن إدخال الإعلانات إلى تطبيق واتساب للمرة الأولى منذ استحواذها عليه في عام 2014. هذه الخطوة تمثل نهاية حقبة كاملة من السياسة الخالية من الإعلانات التي ميزت التطبيق منذ نشأته.
التحديث الجديد يمنح الشركات والأنشطة التجارية إمكانية نشر إعلانات الحالة داخل قسم التحديثات الخاص بالتطبيق. هذه الإعلانات تظهر بصيغة قصص تختفي تلقائيا بعد مرور 24 ساعة، مما يحافظ على طبيعة المحتوى المؤقت المألوف لدى المستخدمين.
ميزة مهمة في هذا النظام الإعلاني الجديد تتمثل في السماح للمستخدمين بالضغط على الإعلان لبدء محادثة فورية مع الجهة المعلنة، مما يخلق جسرا مباشرا بين الإعلان والتفاعل التجاري. في المقابل، تحرص ميتا على الحفاظ على خصوصية المحادثات الشخصية التي ستبقى في أماكنها المعتادة دون أي تدخل إعلاني.
طموحات الشركة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تخطط لاستكشاف مصادر دخل إضافية من خلال ميزة القنوات عبر إعلانات البحث والاشتراكات المدفوعة. هذا التوجه يأتي كامتداد طبيعي لإعلانات “انقر للرسائل” المتوفرة حاليا على منصتي فيسبوك وإنستغرام، والتي تحول المستخدمين إلى واتساب للتواصل مع الشركات.
الفارق الجوهري في هذه المرحلة الجديدة أن الإعلانات ستظهر مباشرة داخل واتساب نفسه، وليس كمجرد توجيه من منصات أخرى. هذا التطور يمثل تحولا جذريا في استراتيجية التطبيق التجارية.
القرار يأتي في سياق معقد، حيث عُرف مؤسسا واتساب جان كوم وبراين أكتون بمعارضتهما الشديدة لفكرة الإعلانات، مما يعكس تغيرا كبيرا في فلسفة إدارة التطبيق. كما يتزامن هذا التطور مع مواجهة ميتا لتحديات قانونية كبيرة، خاصة دعوى مكافحة الاحتكار المرفوعة من لجنة التجارة الفيدرالية بشأن عمليات الاستحواذ على واتساب وإنستغرام.
ميتا تتبع نهجا تدريجيا في تطبيق هذه الخطة، حيث ستطلق الإعلانات على مراحل لجميع المعلنين خلال الأشهر القادمة. الشركة حريصة على الحد من أي إزعاج محتمل للمستخدمين من خلال حصر ظهور الإعلانات في قسم القصص فقط، تاركة باقي أجزاء التطبيق بعيدة عن التدخل الإعلاني المباشر.