حقق نادي الوداد البيضاوي إنجازاً تاريخياً جديداً يضاف إلى رصيده الثري من الألقاب والتكريمات، حيث قررت مقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية تخصيص يوم الثامن من مايو سنوياً للاحتفال بالفريق المغربي العريق. هذا القرار الاستثنائي يأتي تقديراً للمسيرة الرياضية المتميزة للنادي الأحمر وتأثيره الإيجابي على الساحة الرياضية العالمية.
الإعلان عن هذا التكريم المميز جاء بعد مشاركة الوداد في البطولة المرموقة لكأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة لأول مرة في تاريخها. هذه النسخة الجديدة والموسعة من المسابقة العالمية تضم اثنين وثلاثين فريقاً من القارات الست، مما يجعلها أكبر وأهم نسخة في تاريخ البطولة منذ إنشائها.
إدارة النادي المغربي أعربت عن فخرها واعتزازها بهذا التكريم الاستثنائي في بيان رسمي، مؤكدة أن هذا الاعتراف الدولي يعكس المكانة المرموقة التي وصل إليها الوداد على الساحة الرياضية العالمية. هذا التقدير يأتي ثمرة عقود من العمل الجاد والتفاني في خدمة الرياضة المغربية والأفريقية.
النادي الذي تأسس في الثامن من مايو عام ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين، راكم خلال مسيرته الطويلة إنجازات مذهلة جعلته أحد أكثر الأندية تتويجاً في تاريخ الكرة المغربية والأفريقية. حصد الوداد اثنين وعشرين لقباً في الدوري المحلي، رقم قياسي لم يحققه أي نادٍ آخر في المملكة، إضافة إلى تسعة ألقاب في كأس العرش المغربي.
على الصعيد القاري، نجح الفريق الأحمر في التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات، مما جعله واحداً من أنجح الأندية الأفريقية في هذه المسابقة المرموقة. كما حقق لقب الكأس السوبر الأفريقي مرة واحدة، ليؤكد هيمنته على الساحة القارية خلال فترات متعددة من تاريخه المجيد.
مشاركة الوداد في كأس العالم للأندية الحالية رغم النتائج المخيبة للآمال، تبقى محطة مهمة في تاريخ النادي. الفريق المغربي واجه تحديات كبيرة أمام عمالقة كرة القدم العالمية مثل مانشستر سيتي الإنجليزي ويوفنتوس الإيطالي، وهي مواجهات أضافت خبرة ثمينة للاعبين رغم النتائج السلبية.
المباريات التي خاضها الوداد على الأراضي الأمريكية شهدت حضوراً جماهيرياً مميزاً، خاصة من الجالية المغربية المقيمة في الولايات المتحدة. هذا الدعم الجماهيري المتواصل ساهم في تعريف الجمهور الأمريكي بالنادي المغربي وتاريخه العريق، مما فتح المجال أمام هذا التكريم الاستثنائي.
ملعب لينكولن فايننشل فيلد في فيلادلفيا احتضن مباراتي الوداد الأولى والثانية، وهو ملعب شهير يستضيف عادة فرق كرة القدم الأمريكية المحترفة. أما المباراة الثالثة والأخيرة ضد العين الإماراتي فستقام على ملعب أودي فيلد في واشنطن العاصمة، تماماً في مقاطعة كولومبيا التي قررت تكريم النادي المغربي.
هذا الإنجاز التاريخي يضع الوداد في مصاف الأندية العالمية القليلة التي حصلت على تكريم رسمي من ولايات أو مقاطعات أمريكية. هذا الاعتراف الدولي يعكس القوة الناعمة للرياضة المغربية وقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية للوصول إلى قلوب محبي كرة القدم حول العالم.
التكريم يحمل أيضاً بعداً رمزياً مهماً، حيث يعزز صورة المغرب كبلد رياضي له تاريخ عريق وإنجازات مشرفة على مختلف المستويات. كما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الرياضي والثقافي بين المغرب والولايات المتحدة، مما قد يثمر عن مبادرات مستقبلية مفيدة للطرفين.