يشهد صيف 2025 تراجعًا غير مسبوق في توافد مغاربة العالم على الوجهات السياحية المغربية، ما أثار قلقًا كبيرًا في أوساط مهنيي القطاع السياحي، خاصة بعد موسم صيفي مميز السنة الماضية.
ففي الوقت الذي كانت فيه شواطئ كالمضيق، السعيدية، الحسيمة، مرتيل، الفنيدق وأكادير تعج بعائلات مغاربة المهجر، تبدو اليوم شبه خالية، والمقاهي والمطاعم والفنادق تعاني من نسب إشغال متدنية، رغم حلول شهر يوليوز الذي يُعد ذروة الموسم. الوضع لا يختلف في مراكش، حيث يشير أحد المهنيين السياحيين بالسعيدية إلى أن نسب الإشغال لا تتجاوز 50%، مضيفًا: “في مثل هذه الفترة، كنا نرفض الحجوزات لضيق الطاقة الاستيعابية، أما اليوم فنحن في أزمة غير مسبوقة”.
السؤال المطروح: ما سبب هذا العزوف المفاجئ؟
رغم أن عدد مغاربة العالم الذين دخلوا البلاد سنة 2024 بلغ حوالي 8,6 ملايين شخص بزيادة 17% مقارنة بالعام السابق، إلا أن صيف 2025 جاء مخيبًا للآمال. السبب الرئيس، وفق مراقبين، هو غلاء المعيشة وارتفاع أسعار التذاكر والإقامات والمطاعم والشواطئ الخاصة، في مقابل ضعف تنافسية العرض السياحي المحلي مقارنة بدول أخرى.
العديد من مغاربة العالم اختاروا وجهات بديلة كتركيا، إسبانيا، البرتغال، مصر أو حتى دول البلقان، حيث العروض السياحية أوضح، الأسعار معقولة، والخدمات أكثر ملاءمة لتطلعات جيل جديد من الزبناء الذين يبحثون عن الجودة والوضوح.
في ظل هذا الوضع، يجد المغرب نفسه أمام تحدي كبير: كيف يستعيد ثقة مغاربة العالم ويُعيدهم إلى وطنهم صيفًا؟ وهل آن الأوان لمراجعة النموذج السياحي برمّته؟