وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات حادة يوم الاثنين للمخطط الإسرائيلي الرامي للهيمنة على قطاع غزة، واصفا هذا التوجه بالكارثي والمؤدي نحو صراع لا نهاية له.
تمثل هذه التصريحات أول رد فعل رسمي فرنسي على الاستراتيجية التي كشفت عنها الحكومة الإسرائيلية والهادفة لضرب ما تصفه بالمواقع المتبقية لحركة حماس. في المقابل، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذا النهج يشكل الطريق الأمثل لإنهاء المواجهة العسكرية مع الحركة الفلسطينية.
أبدى القائد الفرنسي مخاوفه العميقة من احتمال تصاعد العمليات الإسرائيلية في أنحاء غزة والمناطق الساحلية، محذرا من عواقب وخيمة لم تشهدها المنطقة من قبل، بحسب ما جاء في التصريح الرسمي الصادر عن الرئاسة الفرنسية.
لفت ماكرون إلى أن المحتجزين الإسرائيليين وسكان القطاع الفلسطيني سيتحملون العبء الأكبر من هذا التصعيد العسكري، مؤكدا أن الضحايا المدنيين من الطرفين سيكونون أولى ضحايا هذا المسار.
في هذا السياق، أعاد الرئيس الفرنسي طرح مبادرته الداعية لتأسيس ائتلاف عالمي يحظى بموافقة منظمة الأمم المتحدة لضمان أمن المنطقة. تسعى هذه المهمة المقترحة إلى إرساء الهدوء في غزة، ومساندة قاطنيها، وتطبيق نظام إدارة يقوم على السلام والاستقرار، مع التركيز على محاربة التطرف والعنف.
كانت هذه الفكرة قد طُرحت للمرة الأولى في 30 يوليو خلال لقاء أممي شاركت في قيادته كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية، وذلك في إطار الجهود الرامية لإحياء مفهوم الدولتين. لاقت هذه المبادرة قبولا من 15 دولة إضافية، إلى جانب دعم الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
تأتي هذه المواقف الفرنسية في ظل تزايد الضغوط الدولية لإيجاد حلول سياسية مستدامة للأزمة، بدلا من الاعتماد على الحلول العسكرية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.