شهدت منطقة منغوليا الداخلية في أقاليم شمال الصين مأساة إنسانية حقيقية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حينما اجتاحت مياه الفيضانات المدمرة المنطقة وأودت بحياة تسعة أشخاص، بينما لا يزال البحث جارياً عن ثلاثة مفقودين آخرين.
التفاصيل المأساوية للحادث كشفتها وكالة شينخوا الإخبارية الرسمية، والتي أوضحت أن مجموعة مكونة من 13 شخصاً كانوا يقضون وقتاً ممتعاً في رحلة تخييم بمنطقة أورات رير بانر. هؤلاء الأشخاص لم يتوقعوا أن تتحول ليلة السبت الهادئة إلى كابوس حقيقي عندما اجتاحتهم مياه الفيضان المفاجئة حوالي الساعة العاشرة مساءً.
الطوارئ الوطنية في الصين تحركت بسرعة استثنائية للاستجابة لهذه الكارثة الطبيعية المدمرة. وزارة إدارة الطوارئ الصينية أصدرت توجيهات عاجلة بتكثيف جهود البحث والإنقاذ وإرسال فريق متخصص إلى موقع الحادث للمساعدة في عمليات الإغاثة. هذه الجهود المستمرة نجحت حتى الآن في إنقاذ شخص واحد من بين الضحايا، بينما تستمر العمليات للبحث عن المفقودين الثلاثة.
الحادث المأساوي يأتي ضمن سلسلة من الكوارث الطبيعية التي تشهدها الصين خلال فصل الصيف الحالي. المناخ الاستوائي المتطرف يضرب مختلف أنحاء البلاد بشكل متزايد، حيث تواجه بعض المناطق هطولاً مطرياً غزيراً ومفاجئاً، بينما تعاني مناطق أخرى من موجات حر شديدة وقاتلة.
الأرقام المؤلمة للكوارث الطبيعية في الصين خلال الشهرين الماضيين تكشف حجم التحدي الذي تواجهه البلاد. في بداية أغسطس الحالي، تسببت فيضانات وانزلاقات أرضية في شمال غرب الصين في وفاة 13 شخصاً على الأقل. العاصمة بكين لم تسلم من هذه الكوارث، حيث قتلت الأمطار الغزيرة في يوليو الماضي 44 شخصاً، معظمهم في الضواحي الريفية للمدينة.
المأساة امتدت إلى مقاطعة خبي المجاورة، حيث لقي ثمانية أشخاص إضافيين مصرعهم في حادث انزلاق تربة مدمر. هذه الأحداث المتتالية دفعت الحكومة المركزية الصينية إلى اتخاذ إجراءات مالية استثنائية لمواجهة تبعات هذه الكوارث.
الاستثمار الحكومي الضخم في مواجهة الكوارث يعكس جدية الوضع، حيث خصصت السلطات الصينية مبلغ 430 مليون يوان إضافي كتمويل طارئ للإغاثة من الكوارث الأسبوع الماضي. هذا المبلغ يرفع إجمالي الأموال المخصصة لجهود مكافحة الكوارث منذ شهر أبريل إلى 5.8 مليار يوان، أي ما يعادل حوالي 810 مليون دولار أمريكي، مما يشير إلى الطبيعة الاستثنائية للتحديات المناخية التي تواجهها الصين هذا العام.