غادر عالمنا القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو في سن الثامنة والثمانين، بعد معركة شجاعة خاضها ضد مرض سرطان البنكرياس. أعلنت عائلة القاضي الراحل الخبر المؤلم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن العالم فقد واحداً من أبرز رموز العدالة الإنسانية في العصر الحديث.
اكتسب كابريو شهرة واسعة بفضل أسلوبه المتميز في إدارة المحاكم، حيث جمع بين تطبيق القانون والرحمة الإنسانية. انتشرت مقاطع فيديو لجلساته القضائية عبر الإنترنت، مما جعله محبوباً من ملايين الأشخاص حول العالم الذين أطلقوا عليه لقب “القاضي الرحيم”.
خلال الساعات الأخيرة من حياته، شارك كابريو رسالة مؤثرة مع متابعيه، عبر فيها عن امتنانه العميق للدعم والمحبة التي تلقاها. كانت كلماته الأخيرة تحمل روح الإيمان والشكر، حيث طلب من الجمهور مواصلة الدعاء له ولعائلته.
بدأت رحلة القاضي مع المرض في ديسمبر 2023 عندما تم تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس. خضع لعلاجات مكثفة شملت الكيمياوي والإشعاعي، وفي مايو 2024 احتفل بانتهاء آخر جلسة إشعاعية. لكن المرض عاود الظهور بقوة في أغسطس 2025، مما استدعى عودته للمستشفى.
ترك فرانك كابريو خلفه إرثاً استثنائياً يمتد لعقود من العمل القضائي المتميز. لم يكن مجرد قاضٍ يطبق القانون، بل كان إنساناً يفهم معاناة الناس ويسعى لتحقيق العدالة بطريقة تحافظ على كرامة الأفراد. قراراته القضائية كانت تعكس فلسفة عميقة تؤمن بأن القانون يجب أن يخدم الإنسانية وليس العكس.
استطاع هذا القاضي الاستثنائي أن يغير نظرة الكثيرين للنظام القضائي، مثبتاً أن العدالة والرحمة يمكن أن تسيرا جنباً إلى جنب. رحيله يمثل خسارة كبيرة ليس فقط للنظام القضائي الأمريكي، بل للإنسانية جمعاء التي فقدت رمزاً من رموز العطف والحكمة.