تشهد الأسواق المغربية حركة نشطة في الأسابيع الأخيرة من شهر أغسطس مع تزايد إقبال العائلات على شراء المستلزمات الدراسية لأطفالهم. هذا التوجه المبكر يأتي في إطار استراتيجية واعية من الأولياء لتجنب الضغط المالي الذي يرافق عادة بداية كل موسم دراسي جديد.
يعكس هذا السلوك الاستهلاكي تحولاً في أولويات الأسر المغربية التي تنتقل من مرحلة مصاريف العطلة الصيفية إلى التحضير للالتزامات الدراسية. المكتبات والمحلات التجارية المتخصصة تسجل خلال هذه الفترة انتعاشاً واضحاً في المبيعات، حيث يحرص الآباء والأمهات على تجهيز أطفالهم بكل ما يحتاجونه قبل ازدحام الأسواق في سبتمبر.
يؤكد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، في حواره مع Le360 أن الطلب على الأدوات المدرسية يشهد ارتفاعاً ملحوظاً بمجرد إعلان المؤسسات التعليمية الخاصة عن قوائم المستلزمات المطلوبة. هذا التزامن يخلق دينامية خاصة في السوق تؤثر على سلوك المستهلكين وتوقيت مشترياتهم.
رغم استقرار الأسعار حالياً مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الخراطي يتوقع ارتفاعها مع حلول سبتمبر نتيجة تزايد الطلب. هذا التوقع يدفع العديد من العائلات للتسوق المبكر كوسيلة لحماية ميزانياتها من التقلبات السعرية المتوقعة.
يشدد الخراطي على أهمية الاستخدام الرشيد للمواد التعليمية، مذكراً بأن الكتاب الدراسي الواحد يمكن أن يستفيد منه عدة أجيال من التلاميذ. هذه الدعوة تهدف إلى تشجيع ثقافة إعادة الاستخدام وتبادل الكتب بين الطلاب كوسيلة فعالة لتخفيف الأعباء المالية على الأسر.
تواجه العائلات المغربية تحدياً سنوياً في إيجاد التوازن بين ضمان تحصيل أطفالها تعليماً جيداً والحفاظ على استقرار ميزانياتها المنزلية. هذه المعادلة تصبح أكثر تعقيداً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تتطلب من الأسر تخطيطاً مالياً دقيقاً ووعياً استهلاكياً متقدماً.
يبقى موسم الدخول المدرسي مؤشراً مهماً على قدرة الأسر على التكيف مع التحديات الاقتصادية وإيجاد حلول إبداعية لضمان استمرارية تعليم أطفالها دون تعريض استقرارها المالي للخطر.