شهدت منافسة استضافة نهائي كأس العالم 2030 تطوراً مفاجئاً بعد استبعاد ملعب سانتياغو برنابيو، الملعب الأسطوري لريال مدريد، من دائرة المرشحين المحتملين. هذا القرار جاء بعد تأكد عدم توافق الملعب الإسباني الشهير مع المعايير الجديدة التي وضعتها الفيفا لاستضافة المباراة النهائية للمونديال.
رغم الاستثمارات الضخمة والتطوير الشامل الذي شهده برنابيو خلال السنوات الأخيرة، إلا أن طاقته الاستيعابية الحالية تقل عن المعيار المطلوب من الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي يشترط وجود 85 ألف مقعد كحد أدنى لاستضافة نهائي كأس العالم. الملعب الحالي يتسع لحوالي 84 ألف متفرج فقط، مما أدى لخروجه نهائياً من المنافسة.
هذا التطور فتح المجال واسعاً أمام ملاعب أخرى في دول التنظيم الثلاث للدخول في الصراع على هذا الشرف الكبير. في مقدمة هذه الملاعب يأتي ملعب كامب نو، معقل برشلونة التقليدي، الذي يخضع حالياً لعملية تجديد وتوسع طموحة ستمكنه من استيعاب أكثر من 105 ألف متفرج عند اكتمال الأشغال في 2027.
لكن الملعب الذي يحتل موقع الصدارة في هذا السباق هو ملعب الحسن الثاني الجديد في المغرب، والذي يتميز بكونه الأضخم بين جميع المرشحين بطاقة استيعابية مذهلة تصل إلى 115 ألف متفرج. هذه السعة الاستثنائية تضع الملعب المغربي في المقدمة كخيار مثالي لاستضافة الحدث الأهم في عالم كرة القدم.
المصادر الإسبانية تشير إلى أن الاتحاد المغربي لكرة القدم يقود حملة دبلوماسية مكثفة مع مسؤولي الفيفا لضمان اختيار الملعب المغربي كمسرح للمباراة النهائية. هذه الجهود تكتسب زخماً إضافياً من كون مونديال 2030 سيحمل طابعاً تاريخياً خاصاً، باعتباره أول كأس عالم يقام بتنظيم مشترك بين ثلاث دول تنتمي لقارتين مختلفتين.
السابقة التاريخية تلعب دوراً مهماً في هذا السياق، فإسبانيا سبق أن احتضنت نهائي كأس العالم مرة واحدة فقط عام 1982، عندما شهد برنابيو المواجهة النهائية بين إيطاليا وألمانيا الغربية أمام حضور قارب 90 ألف متفرج. هذا يعني أن إسبانيا قد نالت نصيبها من هذا الشرف، مما يفتح المجال أمام المغرب لكتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم العالمية.
المغرب، الذي لم يسبق له استضافة نهائي كأس العالم من قبل، يسعى لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لترسيخ مكانته كقوة رياضية صاعدة في المنطقة. النجاح في الحصول على شرف استضافة النهائي سيمثل انتصاراً دبلوماسياً كبيراً ودفعة قوية لمشروع المملكة في أن تصبح مركزاً عالمياً للرياضة والفعاليات الكبرى.
الانتظار مستمر للإعلان الرسمي من الفيفا حول الملعب المختار، لكن المؤشرات الحالية تبدو مشجعة للطموحات المغربية في تحقيق هذا الحلم التاريخي. نجاح المغرب في استضافة النهائي سيضعه في مصاف الدول الكبرى في عالم كرة القدم ويعزز من مكانة القارة الأفريقية على الخريطة الرياضية العالمية.