شهدت مدينة غزة تصعيدا عسكريا خطيرا مع توسيع القوات الإسرائيلية لعملياتها البرية وسط قصف مكثف استهدف المناطق المدنية، فيما تصاعدت الأصوات الدولية المطالبة بوقف العدوان والمجازر المستمرة ضد السكان المدنيين.
أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية عن مرحلة جديدة من العمليات تستهدف ما وصفته بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، معتبرة إياها آخر معاقل المقاومة الفلسطينية، وسط تقديرات بوجود حوالي 2000 إلى 3000 مقاتل في المدينة التي تحولت معظم أحيائها إلى أنقاض جراء القصف المستمر منذ أكتوبر 2023.
وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الوضع بأن مدينة غزة “تحترق” مؤكدا مواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق الأهداف المعلنة، بينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس من استخدام الرهائن كدروع بشرية.
في المقابل، وجهت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة اتهامات خطيرة لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، وهي المرة الأولى التي تصل فيها لجنة أممية إلى هذا الاستنتاج الخطير، حيث أكدت رئيسة اللجنة نافي بيلاي أن الإبادة الجماعية مستمرة وتهدف إلى القضاء على الفلسطينيين.
تواصل الأوضاع الإنسانية تدهورها بشكل مأساوي، حيث أفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 44 شخصا خلال يوم واحد، فيما وصف الشهود مشاهد مروعة من القصف الذي استهدف المناطق السكنية وحول الأطفال إلى أشلاء، بينما يواصل المدنيون الصراخ تحت الأنقاض.
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن إدانته الشديدة مطالبا بوقف ما وصفه بـ”المذبحة” مؤكدا أن العالم كله يطالب بالسلام، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن التصعيد سيؤدي إلى مزيد من الدمار والموت ويعرض حياة الرهائن للخطر.
وسط هذا التطور الخطير، زار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قطر والتقى بالأمير تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مشيدا بجهود الدوحة في الوساطة لوقف إطلاق النار، محذرا من أن الوقت ينفد أمام التوصل لاتفاق سلام.

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هجوم 7 أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا معظمهم من المدنيين، فيما أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بحياة ما لا يقل عن 64964 شخصا معظمهم من المدنيين الفلسطينيين وفقا لأرقام وزارة الصحة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.