في خضم المآسي التي تعصف بقطاع غزة، برزت قصة الطفل جدوع لتكون رمزًا جديدًا للصمود والأمل. لقد أسرت صورته وهو يحمل شقيقه الأصغر على كتفيه، خلال رحلة نزوح قاسية من شمال القطاع إلى جنوبه، قلوب الملايين حول العالم. لم يكن جدوع مجرد طفل يهرب من القصف، بل تحول إلى أيقونة تجسد براءة الطفولة وقوتها في مواجهة الخطر.
المشهد المؤثر، الذي انتشر على نطاق واسع، لم يروِ قصة نزوح عادية. فقد جسد معاناة المدنيين في غزة، خاصة الأطفال، الذين يواجهون ظروفًا تفوق قدرتهم على التحمل. وفي هذا السياق، لم يتردد جدوع في أن يكون سندًا وحاميًا لأخيه الأصغر في أحلك الظروف.
في استجابة إنسانية سريعة، تحركت اللجنة المصرية المعنية بدعم أهالي غزة لتأمين الطفلين. هذا التدخل لم يكن مجرد عملية إغاثة، بل كان تأكيدًا على التزام مصر بتقديم الدعم للمتضررين من الحرب. وقد نجحت الجهود المصرية في الوصول إلى جدوع وشقيقه في وقت قياسي ووضعهما تحت رعايتها.
كما كشفت والدة جدوع عن تفاصيل مؤلمة لرحلتهما، مؤكدة أن ابنها لم يتردد لحظة في حمل أخيه رغم قسوة الطريق واستمرار القصف. هذه الشهادة تعكس شجاعة جدوع وتفانيه، وتُبرز كيف يمكن لليأس أن يولد قصصًا ملهمة. وقد ساهم في جهود الإنقاذ الإعلامي خالد أبو بكر الذي تواصل مع الحاج إبراهيم العرجاني، ليؤكد أن الدولة المصرية ستتكفل بالأمر.
وتوّجت هذه الجهود بنجاح تام، حيث أُخرج الطفلان من دائرة الخطر وهما الآن تحت الإشراف المصري المباشر، في قصة تذكّر العالم بأن الإنسانية لا تزال حية حتى في أحلك الظروف.