أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرشيدية حكماً قضائياً ثقيلاً بالسجن المؤبد ضد الطالب المدان بقتل أستاذة اللغة الفرنسية في معهد التكوين المهني بمدينة أرفود، وذلك في جلسة انعقدت يوم الثلاثاء الموافق 8 أكتوبر 2025.
جاء هذا الحكم الصارم بعد أن قررت المحكمة إعادة تكييف الأفعال المنسوبة للمتهم من جريمة الضرب والجرح بواسطة سلاح مع سبق الإصرار والترصد إلى جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وذلك بناء على مجموعة من المعطيات والقرائن الدامغة التي قدمتها مصالح الأمن الوطني والنيابة العامة خلال المراحل المختلفة للتحقيق في هذه القضية المأساوية.
تعود وقائع هذه الجريمة الصادمة إلى صباح يوم الخميس السابع والعشرين من مارس 2025، عندما أقدم الطالب على مهاجمة أستاذته داخل المعهد مستخدماً أداة حادة، حيث وجه لها طعنات عنيفة استهدفت منطقتي الرأس والعنق بشكل مباشر، مما تسبب في إصابتها بجروح بالغة الخطورة.
تم نقل الضحية على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية وهي في حالة صحية حرجة للغاية، ونظراً لخطورة إصاباتها تقرر تحويلها إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بمدينة فاس حيث تلقت العناية الطبية المكثفة، إلا أن جراحها كانت قاتلة وفارقت الحياة يوم الأحد الثالث عشر من أبريل 2025 بعد صراع مرير مع الموت.
تمكنت مصالح الأمن من إلقاء القبض على الطالب المتهم بسرعة فائقة عقب ارتكابه للجريمة مباشرة، حيث باشرت النيابة العامة على الفور فتح تحقيق معمق ودقيق للوقوف على كافة ملابسات هذه الجريمة البشعة والدوافع الحقيقية التي دفعت الطالب لارتكاب فعلته الشنيعة.
أشارت مصادر مطلعة على التحقيق إلى أن الدوافع وراء هذه الجريمة قد تكون ذات طابع شخصي وانتقامي، مما يفسر التخطيط المسبق والإصرار الذي أظهره المتهم في تنفيذ جريمته، وهو ما دفع المحكمة إلى اعتماد التكييف القانوني الأشد للأفعال المرتكبة والنطق بالسجن المؤبد.