نجح المنتخب الوطني المغربي لفئة أقل من عشرين عاما في كتابة صفحة جديدة مشرقة ضمن مساره في النسخة الحالية من كأس العالم التي تحتضنها الأراضي الشيليّة، وذلك بعد تمكنه من تحقيق فوز مستحق على نظيره الكوري الجنوبي بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد خلال المواجهة التي جمعتهما في دور الستة عشر من المسابقة القارية.
شهدت المباراة التي أقيمت في منتصف الليل من يوم الجمعة أداء متميزا من العناصر المغربية التي استطاعت فرض سيطرتها على مجريات اللقاء منذ الدقائق الأولى. تألق بشكل لافت اللاعب الزبيري الذي حمل على عاتقه مسؤولية قيادة الهجوم المغربي وتُوج جهوده بتسجيل الهدفين اللذين أهديا المنتخب الوطني هذا الانتصار الثمين. افتتح الزبيري التسجيل مبكرا في الدقيقة الثامنة من عمر المباراة، قبل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الثامنة والخمسين، مؤكدا حضوره القوي وقدراته الهجومية الواعدة.
حاول المنتخب الكوري الجنوبي تقليص الفارق في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، حيث نجح في انتزاع ضربة جزاء تُرجمت إلى هدف في الدقيقة الثالثة من الوقت الإضافي، لكن هذا الهدف المتأخر لم يكن كافيا لتغيير مسار النتيجة أو زعزعة ثقة اللاعبين المغاربة الذين حافظوا على تماسكهم حتى صافرة النهاية.
بهذا الانتصار، يضمن أشبال الأطلس مقعدهم في الدور ربع النهائي من المسابقة، حيث ينتظرهم تحدٍ جديد وصعب أمام المنتخب الأمريكي الذي نجح بدوره في تجاوز عقبة إيطاليا بثلاثة أهداف دون رد في ذات الدور، مما ينذر بمواجهة قوية ومثيرة بين الفريقين.
يأتي هذا التأهل امتدادا طبيعيا للمستوى الرفيع الذي قدمه المنتخب المغربي منذ انطلاق البطولة، حيث تمكن الفريق من اجتياز مرحلة المجموعات بصورة مبهرة حققت إعجاب المتابعين. استهل أشبال الأطلس مشوارهم بفوز مستحق على المنتخب الإسباني بهدفين نظيفين، ثم واصلوا عروضهم المميزة بالانتصار على البرازيل الطامحة دائما للألقاب بنتيجة هدفين مقابل هدف في مباراة مثيرة أظهرت فيها العناصر المغربية جرأة وشجاعة كبيرة. اختتم المغرب مشواره في المجموعة بخسارة أمام المكسيك بهدف نظيف، لكنها كانت خسارة لم تؤثر على مركز الفريق الذي كان قد ضمن تأهله مسبقا.
يعيد هذا الإنجاز الذكريات إلى النسخة التي استضافتها هولندا سنة 2005، عندما وصل المنتخب المغربي للشباب إلى المربع الذهبي واحتل المركز الرابع في واحدة من أفضل مشاركاته التاريخية على المستوى العالمي في هذه الفئة العمرية. يحمل الجيل الحالي طموحات كبيرة لتكرار ذلك الإنجاز أو ربما تجاوزه والوصول إلى مراحل أكثر تقدما في المسابقة، خاصة مع ما يظهره من تنظيم تكتيكي جيد وروح قتالية عالية تحت إشراف الجهاز الفني الذي نجح في إعداد الفريق بشكل مثالي لخوض هذا الاستحقاق العالمي الكبير.