شهد العالم الرقمي اضطراباً كبيراً بعد توقف مفاجئ لأنظمة الحوسبة السحابية التابعة لعملاقي التكنولوجيا أمازون ومايكروسوفت، مما أدى إلى شلل واسع النطاق أثر على خدمات رقمية حيوية يعتمد عليها ملايين المستخدمين حول العالم.
بدأت الأزمة التقنية في الظهور خلال ساعات الصباح بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، حيث رصدت منصة داون ديتكتور المتخصصة في رصد الأعطال التقنية موجة هائلة من الشكاوى من مستخدمين يواجهون صعوبات في الوصول إلى المواقع والتطبيقات المعتمدة على البنية التحتية السحابية لكل من AWS التابعة لأمازون وAzure التابعة لمايكروسوفت.
امتدت تداعيات هذا الانقطاع لتشمل مجموعة واسعة من الخدمات الرقمية الأساسية، حيث تأثرت منصات Microsoft 365 التي يعتمد عليها ملايين الموظفين في إنجاز أعمالهم اليومية، إلى جانب خدمة البريد الإلكتروني Outlook التي شهدت تعطلاً شبه كامل في مناطق متعددة. كما واجه عشاق الألعاب الإلكترونية مشاكل في الوصول إلى منصة Xbox، بينما توقفت لعبة Minecraft الشهيرة عن العمل بشكل طبيعي.
لم تقتصر الأضرار على خدمات مايكروسوفت فحسب، بل امتدت لتشمل شركات تجارية كبرى مثل Starbucks وCostco وKroger، التي واجهت صعوبات تقنية في أنظمتها التشغيلية، مما أثر على خدماتها المقدمة للعملاء. كما تأثرت أدوات تطوير البرمجيات مثل Blackbaud، وهو ما عطل عمل آلاف المطورين والمبرمجين حول العالم.
يطلق خبراء التكنولوجيا تحذيرات جدية بشأن هذا الحادث، معتبرين أن التوقف المتزامن لخدمات AWS وAzure يكشف عن نقاط ضعف خطيرة في البنية التحتية الرقمية العالمية. تعتمد آلاف الشركات والمؤسسات الكبرى على هاتين الخدمتين لتخزين بياناتها الحساسة وتشغيل تطبيقاتها الإلكترونية، مما يجعل أي خلل فيهما قادراً على إحداث تأثير مدمر على الاقتصاد الرقمي برمته.
في حين حافظت أمازون على صمتها ولم تصدر أي تصريح رسمي حول الأسباب التي أدت إلى توقف خدماتها، أعلنت مايكروسوفت أن المشكلة نتجت عن خلل في نظام أسماء النطاقات DNS، مؤكدة أن فرقها التقنية بدأت العمل الفوري على معالجة الأزمة واستعادة الخدمات إلى وضعها الطبيعي.
يعيد هذا الحادث فتح النقاش حول المخاطر المرتبطة باحتكار عدد محدود من الشركات التقنية العملاقة للبنية الأساسية للإنترنت العالمي. يدعو كثير من المحللين إلى ضرورة تنويع مصادر الخدمات السحابية وتطوير بدائل أكثر استقلالية لضمان استمرارية العمل الرقمي حتى في حالات الطوارئ التقنية المشابهة.










