حقق المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة إنجازا مهما بعد تأهله إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم للناشئين المقامة حاليا في قطر، وذلك بعد مواجهة مثيرة ومتوترة أمام نظيره الأمريكي انتهت بالتعادل الإيجابي 1-1 في الوقت الأصلي، قبل أن يحسم أشبال المدرب حسن بلعروش المواجهة لصالحهم عبر ركلات الترجيح في مباراة دور الـ32 التي أقيمت مساء الجمعة.
بدأت المباراة بشكل صعب على الفتيان المغاربة، حيث وجدوا أنفسهم متأخرين بهدف مبكر جاء بطريقة غير محسوبة. في الدقيقة 21 من الشوط الأول، سجل إلياس هيداوي هدفا عكسيا في مرمى منتخبه، مانحا المنتخب الأمريكي تقدما ثمينا وضع الفريق المغربي في موقف صعب يتطلب رد فعل سريعا.
سيطر المنتخب الأمريكي بشكل واضح على مجريات الشوط الأول، حيث نجح في فرض إيقاعه على اللقاء واستغلال الهدف المبكر لبناء ثقة كبيرة في صفوف لاعبيه. أنهى الفريقان الشوط الأول بتقدم الولايات المتحدة بهدف نظيف، وسط مخاوف من صعوبة مهمة الأشبال المغاربة في قلب الطاولة خلال الشوط الثاني.
لكن المدرب حسن بلعروش نجح في إعادة ترتيب أوراقه خلال فترة الاستراحة، حيث عاد الفريق المغربي بروح قتالية مختلفة في الشوط الثاني. تمكن المنتخب الوطني من فرض سيطرته تدريجيا ونجح في تسجيل هدف التعادل الذي أعاد الأمل والحماس إلى صفوف اللاعبين ومنحهم دفعة معنوية كبيرة لمواصلة الضغط بحثا عن هدف الفوز.
رغم المحاولات المتبادلة من الطرفين خلال ما تبقى من الوقت الأصلي، انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح لحسم الفريق المتأهل إلى الدور التالي. في هذه اللحظات الحاسمة، أظهر الحراس والمنفذون المغاربة أعصابا باردة وتركيزا عاليا، حيث نجحوا في تسجيل ركلاتهم بنجاح بينما أضاعت أمريكا بعض محاولاتها، لتنتهي المواجهة بفوز مستحق للمنتخب المغربي وتأهله الرسمي لدور الـ16.
يمثل هذا التأهل إضافة مهمة لمسيرة المنتخب المغربي في هذه البطولة العالمية، ويعكس القدرات الفنية والذهنية التي يتمتع بها الجيل الصاعد من اللاعبين المغاربة. كما يبرز نجاح المدرب حسن بلعروش في إعداد الفريق نفسيا وتكتيكيا للمنافسة على أعلى مستوى رغم الضغوطات الكبيرة التي تفرضها مثل هذه البطولات العالمية.
ينتظر المنتخب المغربي للناشئين الآن خوض مباراة ثمن النهائي حيث سيواجه تحديا جديدا أمام أحد المنتخبات المتأهلة، في سعيه لمواصلة المشوار والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في هذا المونديال.
