نجحت الأجهزة الأمنية المغربية في إحباط عملية إرهابية كانت في مراحلها الأخيرة، حيث تمكنت مصالح الشرطة بمدينة تطوان يوم الأربعاء من توقيف شخص يبلغ من العمر 26 سنة من الموالين لتنظيم داعش الإرهابي، كان يستعد لتنفيذ مخطط إرهابي وشيك يشكل تهديدا خطيرا على النظام العام والأمن الوطني.
جاءت هذه العملية الأمنية الاستباقية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والتي مكنت من رصد نشاط المشتبه فيه ومتابعة تحركاته وتخطيطه للعمل الإرهابي قبل أن ينفذه. هذا التنسيق الفعال بين الأجهزة الأمنية يعكس مستوى اليقظة العالي الذي تتمتع به المصالح المختصة في مواجهة التهديدات الإرهابية.
كشف بلاغ صادر عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن عملية التوقيف أسفرت عن العثور بحوزة المشتبه فيه على سلاح أبيض من الحجم الكبير، كان يعتزم استخدامه في تنفيذ عمليته الإرهابية. هذا الاكتشاف يؤكد جدية التهديد الذي كان يمثله هذا الشخص ويبرز أهمية التدخل السريع من قبل الأجهزة الأمنية لمنع وقوع كارثة محتملة.
لفت المشتبه فيه انتباه الأجهزة الأمنية من خلال نشاطه على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمية، حيث كان يروج لمحتويات تتضمن عمليات إرهابية نفذها تنظيم داعش في مناطق مختلفة من العالم. هذا السلوك الرقمي شكل أحد المؤشرات الرئيسية على خطورته وميوله المتطرفة، مما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكثيف المراقبة عليه.
أثناء عملية التفتيش الشاملة التي أجريت في منزل المشتبه فيه، عثرت الأجهزة الأمنية على راية ترمز لتنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يعزز الاتهامات الموجهة إليه ويؤكد انتماءه الفكري للتنظيم المتطرف. وجود هذه الراية في حوزته يشير إلى تبنيه الكامل لأفكار التنظيم الإرهابي واستعداده للعمل باسمه.
تمت إحالة الموقوف على المكتب المركزي للأبحاث القضائية حيث وضع تحت تدبير الحراسة النظرية لإجراء تحقيق معمق معه. يجري البحث تحت إشراف مباشر من النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع تفاصيل المخطط الإرهابي الذي كان يعده والوقوف على أبعاده الكاملة.
يسعى المحققون إلى تحديد ما إذا كان المشتبه فيه يعمل بمفرده أم ضمن خلية إرهابية أوسع، وما إذا كان له ارتباطات مع عناصر أخرى داخل المغرب أو في الخارج. هذا الجانب من التحقيق يكتسي أهمية خاصة للتأكد من عدم وجود تهديدات إرهابية أخرى مرتبطة بهذا الملف.
تأتي هذه العملية الأمنية الناجحة لتؤكد من جديد يقظة الأجهزة الأمنية المغربية وفعالية استراتيجيتها الاستباقية في مواجهة التهديدات الإرهابية. المغرب يواصل جهوده الحثيثة في محاربة الإرهاب والتطرف من خلال نهج شامل يجمع بين العمل الأمني والاستخباراتي والوقائي.
تواصل السلطات المغربية العمل على تطوير آليات الوقاية من التطرف والتجنيد الإرهابي، من خلال برامج توعوية وتربوية تستهدف الفئات الشابة الأكثر عرضة للاستقطاب من قبل التنظيمات المتطرفة. هذا النهج الشامل يجمع بين البعد الأمني والبعد الفكري في مواجهة ظاهرة الإرهاب.










