كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم الأحد الماضي عن بيانات إحصائية توضح التوزيع الحالي للمواطنين اليهود في عدد من البلدان العربية، ضمن سياق حديثها عن الهجرات اليهودية من المنطقة العربية بعد عام 1948.
تشير المعطيات المنشورة إلى أن المغرب يحتل المرتبة الأولى عربيا من حيث عدد المواطنين اليهود المقيمين فيه، حيث يبلغ تعدادهم حوالي 2000 شخص في الوقت الراهن. يمثل هذا الرقم الأعلى في منطقة شمال إفريقيا بأكملها، متفوقا بفارق واضح على تونس التي تضم نحو 1500 فرد، والجزائر التي لا يتجاوز عدد اليهود فيها 50 شخصا.
تتميز الجالية اليهودية المغربية بخصوصية تاريخية فريدة، فالمملكة المغربية ارتبطت بعلاقة ممتدة عبر قرون مع المواطنين المغاربة اليهود، حيث شكل وجودهم الثقافي والروحي جزءا أصيلا من الهوية الوطنية المغربية. ورغم هجرة أعداد كبيرة منهم نحو إسرائيل ودول أوروبية على مدار العقود الماضية، يظل المغرب محتفظا بأعرق وأكبر تجمع يهودي في العالم العربي.
يواصل المغرب خلال السنوات الأخيرة تقديم الحماية الرسمية للمعابد والمقابر اليهودية، مع القيام بأعمال ترميم وصيانة مستمرة لهذه المواقع التاريخية. كما يحتضن البلد مدارس يهودية ونشاطات دينية منظمة تعمل بشكل طبيعي، مما يجعله نموذجا استثنائيا في المنطقة العربية من حيث الحفاظ على التنوع الديني والثقافي.
تعكس هذه الوضعية المميزة للجالية اليهودية في المغرب التزام المملكة بحماية تراثها المتنوع والحفاظ على جميع مكونات الهوية المغربية، بما في ذلك الإرث اليهودي الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجماعية الوطنية. ويبقى هذا النهج شاهدا على عمق التعايش التاريخي الذي عرفته الأراضي المغربية عبر مختلف الحقب.










