هزت مدينة سيدني الأسترالية يوم الأحد الماضي أحداث دامية عندما وقع هجوم مسلح مروع بالقرب من شاطئ بونداي الشهير، وذلك في توقيت تزامن مع احتفالات الجالية اليهودية بعيد الأنوار المعروف باسم حانوكا. هذا الحادث الدموي أودى بحياة ما لا يقل عن 15 شخصا وفقا للحصيلة الرسمية المحدثة التي أعلنتها السلطات الأمنية المحلية، مما جعله من أخطر الهجمات التي تشهدها أستراليا في السنوات الأخيرة.
السلطات الأسترالية تلقت تبليغات عاجلة من شهود عيان حول سماع دوي إطلاق نار كثيف في محيط الشاطئ السياحي المزدحم، مما دفعها إلى إطلاق عملية أمنية موسعة شملت إغلاق المنطقة بالكامل وتطويق موقع الحادث. خلال التدخل السريع لعناصر الشرطة، تم توقيف شخصين يشتبه في تورطهما بالهجوم، بينما وجهت السلطات نداءات عاجلة للمتواجدين في المكان بالاحتماء في أماكن آمنة والابتعاد عن محيط الحادث لتجنب أي مخاطر إضافية.
شرطة ولاية نيو ساوث ويلز أصدرت بيانات متتالية أكدت فيها أن الوضع الأمني ظل لفترة طويلة غير مستقر ويتطور بسرعة، داعية المواطنين والزوار إلى الالتزام الصارم بالتعليمات الأمنية وعدم محاولة الاقتراب من الطوق الأمني المفروض حول موقع الهجوم. هذه الإجراءات الاحترازية جاءت في ظل مخاوف من احتمال وجود منفذين آخرين أو تهديدات أمنية إضافية قد تعرض حياة المزيد من الأبرياء للخطر.
هيئة الإذاعة الأسترالية كشفت في تقاريرها الإخبارية أن أحد منفذي الهجوم لقي مصرعه خلال المواجهة المباشرة مع عناصر الشرطة الذين اضطروا لاستخدام أسلحتهم النارية لإيقافه، بينما أصيب 12 شخصا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تراوحت بين الإصابات الطفيفة والحرجة التي استدعت نقل الضحايا إلى المستشفيات المحيطة لتلقي العلاج العاجل. صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد أضافت في تغطيتها للحادث أن عناصر الأمن أطلقوا النار على أحد المشتبه بهم في محاولة لإيقافه قبل أن يتسبب في المزيد من الضحايا، فيما تم إلقاء القبض على مشتبه به ثان بعد ملاحقة ميدانية.
شاطئ بونداي الذي شهد هذه المأساة يعتبر من أبرز المعالم السياحية في أستراليا كلها، حيث يستقطب يوميا آلاف الزوار من السياح المحليين والأجانب الذين يقصدونه للسباحة وركوب الأمواج والاستمتاع بأجوائه الطبيعية الساحرة، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع. هذه الشعبية الكبيرة للموقع جعلت الهجوم أكثر خطورة وأوسع تأثيرا، حيث كان المكان مكتظا بالمئات من المحتفلين والمصطافين الذين تحول يومهم من فرحة احتفالية إلى كابوس مرعب لن ينسوه طوال حياتهم.
روبرت غريغوري، رئيس الجمعية اليهودية الأسترالية، عبر عن صدمته العميقة إزاء هذا الهجوم الذي وصفه بالمأساوي، لكنه لم يخف في الوقت ذاته أن مثل هذا السيناريو كان متوقعا في ظل التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الجالية اليهودية بشأن تصاعد التهديدات الأمنية التي تواجهها. غريغوري أشار في تصريحات أدلى بها لوكالة فرانس برس إلى أن الجالية اليهودية في أستراليا كانت قد نبهت الحكومة مرارا إلى ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديد الحماية حول أماكن تجمعاتها وفعالياتها الدينية، لكنه اعتبر أن الاستجابة الرسمية لهذه التحذيرات لم ترق إلى المستوى المطلوب ولم تكن كافية لمنع وقوع هذا الهجوم الدموي الذي كان يمكن تفاديه لو تم اتخاذ تدابير وقائية أكثر جدية وفعالية.










