كشفت السلطات المحلية في إقليم آسفي صباح يوم الاثنين عن أرقام جديدة ومفجعة تتعلق بالكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة مساء الأحد، حيث بلغت حصيلة الوفيات جراء التساقطات الرعدية الاستثنائية التي شهدها الإقليم 37 شخصا وفقا لآخر الإحصائيات المحدثة المتوفرة حتى ساعة إصدار البيان الرسمي. هذا الارتفاع الكبير في عدد الضحايا يعكس حجم المأساة التي عاشها سكان الإقليم خلال ساعات قليلة تحولت فيها الأمطار الغزيرة إلى سيول جارفة حصدت أرواح العشرات من المواطنين الأبرياء.
المصادر الرسمية أفادت بأن 14 شخصا من المصابين في هذه الفيضانات المدمرة يتلقون حاليا العلاج والرعاية الطبية اللازمة داخل مستشفى محمد الخامس بمدينة آسفي، حيث تعمل الطواقم الطبية على مدار الساعة لإنقاذ حياتهم وتقديم أفضل خدمات العناية الصحية الممكنة. من بين هؤلاء المصابين، تم وضع حالتين تحت العناية المركزة نظرا لخطورة الإصابات التي تعرضا لها والتي تستدعي مراقبة طبية دقيقة ومستمرة لضمان استقرار وضعهما الصحي وتفادي أي مضاعفات قد تهدد حياتهما.
في نفس السياق، تواصل السلطات العمومية جهودها المكثفة في الميدان بالتنسيق الكامل مع مصالح الوقاية المدنية والقوات العمومية بالإضافة إلى جميع المتدخلين من مختلف القطاعات المعنية، حيث تستمر عمليات التمشيط الشاملة والبحث الميداني في المناطق المنكوبة على أمل العثور على ناجين محتملين أو التأكد من عدم وجود مفقودين إضافيين. هذه العمليات تشهد تكثيفا ملحوظا في جهود الإنقاذ والإسعاف مع استخدام كافة الإمكانيات اللوجستية والبشرية المتاحة للوصول إلى المناطق النائية والمتضررة بشدة.
الفرق الميدانية تعمل أيضا على تقديم الدعم النفسي والمادي والمؤازرة الضرورية للساكنة المتضررة من هذه الوضعية الاستثنائية التي لم يسبق للإقليم أن شهد مثيلا لها في تاريخه الحديث. هذه المساعدات تشمل توفير المأوى المؤقت للعائلات التي فقدت منازلها، وتوزيع المواد الغذائية والأغطية الضرورية، بالإضافة إلى التكفل الكامل بجميع احتياجات المنكوبين في هذه المحنة القاسية التي تركت آثارا عميقة في نفوس السكان وأحزانا لن تمحى بسهولة من ذاكرة الإقليم.










